تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الإشاعات بطريقة سريعة جدا بكبسة زر، نسخ النص ولصقه في مكان آخر كفيل بهذا ويتم تداولها بشكل سريع كمن ينثر الدقيق ويصعب جمعه. وتُعد مواقع التواصل الاجتماعي حاليا أحد أهم أشكال الإعلام الحديث، ومنحت مستخدمي هذه المواقع فرصًا كبيرة للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا رقيب. فعدم توثيق الأخبار المتناقلة فيها، وصعوبة التحقق من صحتها، وسلامة مصادرها أسهم في جعلها أداةً فاعلة في نشر الشائعات وسهولة تداولها، وتصديقها ويستخدم المتآمرون المعلومات الخاطئة في الترويج لكثير من الشائعات في مختلف جوانب الحياة، ولكون الشائعة وسيلة رخيصة وسريعة الانتشار اعتمادا على عدة عوامل مجتمعية لتحقيق الكثير من الأهداف والمكاسب لمروجيها حيث أصبحت تلك الشائعة من أخطر الوسائل المعاصرة التي انتشرت وغزت العالم كله، لا يخفى على أحد مخاطر تلك الشائعات ولكن ليست هذه المشكلة. بل المشكلة في كيفية معالجتها والحد منها والتأكد من صحة أي خبر كاذب قبل نشره وتداوله فهي كفيلة بهدم بيت رأسا على عقب وتفكك أسرة كاملة وإحداث بلبلة وصرف نظر الناس عن قضايا هامة لا يريد المعنيون منهم الانشغال بها. وقد ظهر جليا خطرها في وقتنا الراهن في ظل ظهور جائحة كورونا، حاول الكثير استغلالها لنشر الكثير من الأخبار المغلوطة التي تسهم ببث الرعب في النفوس، فلجأ الكثيرون لتزوير حقائق عن حقيقة الفايروس وطريقة التعامل معه أو نشر قرارات مغلوطة وكاذبة من شأنها إيقاع الكثير منا في المشاكل. هذا وقد فرضت النيابة العامة في المملكة العربية السعودية غرامات مالية وعقوبات قد تصل في بعض الأحيان إلى السجن للحد من نشر المعلومات المغلوطة والشائعات عن الفايروس. وللحد من انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات والحد من تداولها قام تطبيق المراسلة واتس أب بإضافة ميزة جديدة عن طريق منع المستخدمين من مشاركة أي محتوى لأكثر من خمسة أشخاص أو مجموعة وقاموا بإزالة زر المشاركة السريع الذي يوجد بجوار الرسائل. الإعلام بجميع وسائله لديه مسؤولية كبيرة للتصدي لتلك الظاهرة، فيجب على القنوات والصحف خاصة الإلكترونية منها ألا تجرى خلف الشائعات المنتشرة على هذه المواقع، لأنه للأسف يوجد بعض منا من يأخذ معلوماته وأخباره من الفيس بوك وتويتر قبل أن يمنح لنفسه فرصة التواصل مع المصادر للتأكد من صحة المعلومات من عدمها، وهنا يجب أن يكون هناك حذر شديد، فيجبأن يعي الإعلاميون والصحفيون دورهم جيدا، فإذا ظهرت قضية ما أثارت جدلا كبيرا أمام الرأي العام فيجب النزول إلى مكان الواقعة للتحقق، يجب أيضا استخدام مواقع البحث بالصور للرجوع لمصدر الصورة وتاريخه ومعرفة المعلومات المصحوبة بالخبر والتأكد منها إذا كان تم عليها تعديل أو تم تزييف المعلومات. والبحث عن تلك المعلومة التي نشرت فكثير منها ما هي إلا إشاعات لقديمة يتم إعادة تدويرها مرة أخرى من وقت لآخر، وعن طريق البحث يمكن العثور على النفي من أرشيف الصحف والمواقع العالمية والعربية، لأنه إذا ما انتشرت شائعة فإن الكشف عن مصدرها يكفي لقتلها. كما ويجب التواصل مع الجهات المعنية إذا كان الخبر متعلقا بجهة حكومية أو مؤسسة ما وذلك عن طريق حساباتها الرسمية أو موقعها الإلكتروني. لذا وباختصار شديد الوعي الكبير بيننا بتجاهلنا للشائعات يكفي للحد من انتشارها.
@AWSAF_ALFARES