ذمم تُباع
على رصيف الحرفِ
والقرطاسِ
منْ ذا يشتري
ذمماً تُباعْ
منْ كلِِّ لونٍ
كلِّ صنفٍ منْ صُنوفِ
الزَّيفِ في التفكيرِ
منْ كلِّ البقاعْ
منْ أيِّ مدرسةٍ
ومَحْزبَةٍ
لأقوامٍ مذاهبهمْ
دواماً في اتِّساعْ
يتظاهرونَ
وقد تناسَوْا ما جرى
بالأمسِ في حُمَّى
الحوادثِ
والصِّراعْ
واليومَ
وحَّدهم دفينُ الحقدِ
ضدَّ العدْلِ
والخير المُشاعْ
اليومَ
تنكشفُ الغرائزُ
والمطامعُ
والمطامحُ
والحقائقُ والطباعْ
دولٌ
نعمْ دُوَلٌ
تباعُ بأبخسِ الأثمانِ
من ذا يشتري
دُولاً تُباعُ
رُؤساءُ في وجهِ
النُّقودِ كما النَّعامِ
وفي وُجوهِ شعوبهمْ
مثلُ السِّباعْ
خبراءُ
بالتنكيلِ
والتَّضليلِ
يقتسمونَ قُوتَ
الشَّعبِ
في نهمِ الضِّباعْ
أُجراءُ
في سُوقِ النَّخاسةِ
والسِّياسةِ
والخَسَاسةِ
والوَضَاعةِ والضَّياعْ
مَرِنونَ
في قَلْب المواقفِ
والتحالُفِ
في مُجاراةِ الرَِّياحِ
بلا شِرَاعْ
زُعماءُ
في عَرْضِ المزَادِ
وفي الإشاعةِ للفسادِ
وفي التآمرِ والخِداعْ
أدباءُ
أو شعراءُ
أو أجراءُ
ينسلُّون
منْ سَقَطِ المتاعْ
جَرَحوا البراءَةَ
في نقاءِ الحرفِ
داسُوا
هَيبةَ الأقلامِ
والورقِ الشُّجاعْ
كَسَروا مرايا
الفكرِ
منْ أجلِ الدَّراهمِ
والمراهمِ
والنُّخالةِ
والكُرَاْع
سَرَقُوا رغيفَ الشَّعبِ
باللغْو المزيَّفِ
أشبعُوهُ دِعايةً
وهُرَاً يُذَاعْ
وَعَدُوا الشعوبَ
غنائمَ البترولِ
همْ شبعوا
وما شبعَ المساكينُ
الجياعْ
هَتَكوا عَفَافَ العهدِ
فانحسرَ الِّلثامُ
عنِ النَّوايا السُّودِ
وانكشفَ القِنَاعْ
ذِمَمٌ تُباعُ
وسوفَ لنْ نَشْرِي
بأي وسيلةٍ
مهما تكنْ
ذِمَماً تُباعْ
إنَّا
لنعلنُ أنَّنا
نصحو
ونصقلُ ذاتِنا
ليهابَها
أفْعى الخِداعْ
لنْ نفتحَ الأبوابَ
ثانيةً
ونُشْرِعَهَا
لمكسورِ العقيدةِ
والذِّراعْ
هذي العروبةُ
أصلُنَا
ولنا ادِّعاءٌ
أنْ نكونَ لها الأمومةَ
والتِّلاعْ
هذي العقيدةُ
نورُهَا
من أرضِنا ملأ الدُّنا
من أرضِنَا
بزغَ الشُّعاعْ
والسِّيْفُ أقسمَ
ليسَ غيرُ الشَّرعِ
منْ أمْرٍ
ولا نَهْيٍ يُنَفَّذُ
أو يُطاعْ
لا لُوْثةُ الحزْبِ
المرَكَّبِ
منْ رِغابِ الهدمِ
والتَّخريبِ
والكَذِبِ المُذَاعْ
الشَّعبُ
في صفِّ القيادةِ
وَحْدَةٌ سَرْعى
إلى ساحِ البَسَالةِ
والدِّفاعْ
فَلْيَسقُطِ الوهمُ
الكبيرُ
ليَسقُطِ الحِبْرُ
المدنَّسُ
والصَّحائِفُ
واليَرَاعْ
فَلْيَشْتَرُوا
ذِمَماً تُبَاعُ فإنَّهُمْ
لنْ يشْتَرُوا
منْ أرضِنَا
ذِمَماً تُبَاعْ
** **
شعر: د. إبراهيم بن محمد العواجي - من ديوان قصائد راعفة