محمد المرواني
السوسة مرض يصيب الأسنان، ويصيب النخيل. وبين سوسة الأسنان والنخيل تأتي السوسة البشرية كأشد أنواع هذا المرض فتكًا. السوسة تأتي ربما لجهل بأصول نظافة الفم، وربما لعوامل أخرى؛ سوسة الفم تضر صاحبها فقط! أما سوسة النخيل فتقضي على مزرعة كاملة، وتسبب خسائر كبيرة!!
أما السوسة البشرية فهي تتشابه إلى حد ما مع سوسة النخيل؛ فهي تنشأ وتثبت نفسها، ثم تنتشر لتؤذي الجميع!!
يا هل تُرى، كم سوسة تنخر جسد الرياضة لدينا على المستويات كافة؟ وكم مديرًا لديه سوسة تبحث عن نفسها؟!!
لذلك يجب الانتباه لها، وعلاجها قبل أن تؤذي كامل المنظمة!!
كم من لجنة تجد أحد أعضائها يعمل كسوسة؛ ليحد من نجاحها.. كم من فريق لديه لاعب يجب الاستغناء عنه؛ لأنه سوسة ولو أنه نجم.. كم من منظومة إعلامية تسقط في نظر المجتمع بسبب سوسة تبث أخبارها وآراءها المسمومة لمتابعيها!!!
الغريب أن الكل يعرف تقريبًا سوسته، ولكنهم لا يستطيعون الاستغناء عنها؛ ربما لجهل، وربما لأن السوسة قد تمكنت منهم، وربما البعض يجدها مفيدة لأنها تلعب وفق توجهاته؟ السوسة تجده يستمر طويلاً.. وتجده ثابتًا في مكانه، إن لم يصعد لأعلى النخيل فإنه لا يتدحرج أبدًا، ولا يسقط؛ لأنه قد تمكن من القلب والعقل معًا.
* * *
الحكم المتوفَّى!
بالأمس، لا أتذكر متى، ولكن عندما كنا حكامًا بلجنة سابقة قبل عشرين عامًا ربما تم إطلاق بعض أسماء زملائنا الحكام المتوفين على دورات الصقل والترقية. فقط اسم للذكرى والتذكير بالدعاء لهم. اليوم تعود الفكرة حسبما سمعنا عبر اقتراح من الأخ محمد سعد بخيت لإطلاق أسماء المتوفين - رحمهم الله - على دورات الحكام، وموافقة اتحاد القدم على ذلك، وتبادل الشكر وكلمات الثناء للفكرة. وكان اتحاد القدم ولجنة الحكام تستعد لإعطاء ورثة كل حكم مائة ألف ريال!!!
مع الأسف، كلها ورقة يُكتب عليها اسم الحكم، حتى ربما إعلاميًّا لا يُتطرق إليه، وربما يكون الاتحاد كريمًا عبر لجنته فيعطي درعًا لورثته، وربما يجعلهم يشفقون على أبيهم من هول الصدمة!
مع الأسف، الكل يكرَّم حيًّا وميتًا، اللاعب مثلا باعتزاله يكرَّم بالملايين، وعند وفاته أيضًا يكرَّم بشكل لائق، وهناك جمعيات تهتم بهم - جزاها الله خيرًا -!!
الحكم لا يستلم حقوقه حيًّا، ويهان من الجميع دون حماية تُذكر، ويموت، وبعد سنين يفكرون بتكريمه بشهادة ودرع. سلامات، حفظكم الله!!
ابحثوا بالمسيرات فقط فربما سقطت مكافأة لم تصل لورثته لإبراء ذمتكم!
الحكم الرياضي الوحيد الذي لا يستطيع المطالبة بحقوقه، ولو تأخرت كما بالماضي أربع سنوات وأكثر؛ لأنه لو اشتكى عوقب من لجنته قبل اتحاده.. كيف أنت حكم تبحث عن المال؟!!
غريبة، أليست حقوقه؟.. أنت هاوٍ ولست محترفًا. وأحيانًا يصل التهديد بأن يُقال له هذه مكافأة وليست راتبًا تبحث عنه!؟ لا يمكن بحال من الأحوال أن يأتي التكريم ممن لا يقدر التحكيم.
* * *
رجالات طيبة
فايز الدبيسي رجل العلاقات المميز بإمارة منطقة المدينة المنورة الأمين العام لنادي الأنصار السابق أحد رواد الرياضة بالمدينة المنورة وعضو عدد من الجمعيات يقدم خبراته، ويساعدهم من أجل خدمة طيبة الطيبة. مواقفه مشهودة مع الجميع، خاصة الرياضية. قلب كبير، يتسع للجميع. شكرًا يا رجل جهينة التي تفتخر به.
خاتمة
مهما حاولت من إصلاح بتجميل أو نزع عصب بعض أنواع السوسة لا بد من خلع السن المصابة والمجاورة لها، وربما يتأثر الفم بأكمله!!!