فهد بن جليد
إقامة موسم حج هذا العام بأعداد محدودة جداً للراغبين في أداء المناسك لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة بسبب التداعيات العالمية لفيروس (كوفيد-19), قرار سعودي حكيم لقي قبولاً واسعاً وكبيراً من الدول الإسلامية والهيئات والمنظمات والمشايخ والعلماء, ففيه يتحقق إقامة الشعيرة وعدم تعطيلها, والحفاظ على صحة وسلامة الحجيج من مختلف الجنسيات, وهذه خطوة تاريخية (ثانية) تتخذها المملكة بسبب (كوفيد-19), بعد القرار التاريخي والعظيم بتعليق العمرة والزيارة -بداية الجائحة- ممَّا كان له أبلغ الأثر في الحد من انتشار فيروس (كورونا) بين دول العالم التي كان المعتمرون والزائرون -آنذاك- سيفدون منها, وها هي المسؤولية تتعاظم (مرَّة أخرى) مع قرب موسم حج هذا العام.
حرص المملكة الدائم على أمن قاصدي الحرمين الشريفين وسلامتهم في كل موسم أمر واضح وهدف سام, يحظى دوماً بإشادة الجميع وإعجاب المنظمات العالمية الصحية في إدارة الحشود, التي ترى في السعودية مع كل موسم (أنموذجاً عالمياً) يُحتذى في فن إدارة الحشود بقدرة فائقة وخبرة تراكمية واحترافية عالية, لذا لم يكن اتخاذ هذا القرار التاريخي مُستغرباً وهو يجمع بين مصلحة إقامة الفريضة, ودفع خطر انتقال العدوى وانتشار الوباء بين الحجاج لو قدموا من أماكن متفرِّقة, لا سيما والعالم ما زال يشهد استمرار تفشي الجائحة في أكثر من مكان, الأمر الذي يهدِّد سلامة الحجاج وقاصدي المشاعر المقدسة, لو لم تتخذ المملكة هذه الخطوة المسؤولة.
علماء ومشايخ العالم الإسلامي الثقات, ورؤساء البعثات والهيئات, ومختلف الدول الإسلامية أعربوا جميعاً عن تأييد الخطوة السعودية والترحيب بها باعتبارها تحقق المصلحة الشرعية قبل أن تكون خطوة حضارية لإدارة الحشود بطريقة احترافية في هذا الوقت والمنعطف الصحي الصعب عالمياً, وهو ما يضمن بقاء المشاعر المقدسة مصدر خير وطمأنينة وإشعاع للعالم, وليست مكاناً -لا سمح الله- لتصدير الأمراض والإصابة بها, ما يجعلنا على أعتاب موسم حج استثنائي (مليء بالتحديات), ستثبت فيه المملكة بقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي, قدرة فائقة على خدمة ورعاية المشاعر المقدسة وقاصديها, بكفاءة واحترافية عالية تضمن السلامة والأمن والطمأنينة للجميع -ككل موسم- بعد أن كان العالم يرقبُ موسم الحج في زمن كورونا (بعين حذرة).
وعلى دروب الخير نلتقي.