عثمان أبوبكر مالي
مطلع الأسبوع الحالي أصدرت إدارة نادي الاتحاد قرارين مهمين غيّرت بهما بعضاً من منظومة العمل الإداري في النادي والهيكلة الإدارية لفريق كرة القدم.
القرار لأول كان (إقالة) الرئيس التنفيذي من منصبه بعد تسعة أشهر فقط من تعيينه، والقرار الثاني كان (تعيين) مدير تنفيذي جديد لفريق كرة القدم (مع مدير وإداري جديدين أيضاً). وكالعادة انقسم الاتحاديون إلى فسطاطين في التعامل والتعاطي معهما وفي تفسيرهما والربط بينهما، كما هم (مؤخراً) مع كل صغيرة وكبيرة تتعلَّق بالنادي.
إعادة غربلة جهاز كرة القدم الأول كان قراراً منتظراً، بل هو خطوة طالب بها كثير من الاتحاديين، لعدم رضاهم عن مستوى الفريق وما يقدّمه اللاعبون، ولاعتقادهم أن هناك خللاً في العمل الذي يُقدَّم من قِبل الجهاز الإداري السابق، وتجاوب الإدارة مع تلك المطالب قد يكون موافقة ضمنية منها على وجود الخلل وعلى رغبتها في تفاديه والبحث عن عمل إداري أفضل، خاصة وقد ظهر على السطح بوادر (خلاف) بين رئيس النادي ومدير الجهاز(السابق) كشفتها تصريحاتهما حول أسباب (التفريط) في مدافع الفريق السابق (داكوستا) والسؤال: لماذا أغضب القرار وانقلبت أصوات المطالبة بالتغيير عند الكثيرين إلى اعتراض ورفض؟!
بالنسبة لقرار إقالة الرئيس التنفيذي، فقد جاء مفاجئاً أيضاً والسبب هو (الرغبة القوية) التي كانت لدى الرئيس ونائبه، عند استقطابه وتسليمه العمل، واستغراقهما وقتاً وجهداً طويلين قبل إقناعه وبعد الموافقة على كل شروطه، وإن فاجأ ذلك البعض إلا أن ما ظهر لاحقاً هو تناغم بدا واضحاً بينهم، وأكَّده الرئيس في ظهوره الفضائي خلال شهر رمضان الماضي، أشاد فيه وأثنى على عمل الصنيع ودوره، بل دافع عنه بقوة، فما الذي حدث ولماذا تغيَّر فجأة السعي خلف (الرئيس التنفيذي) إلى إقالة (بصيغة مبهمة) ومن غير توضيح الأسباب؟!
السبب عندي لما حدث هو (لعنة الانقسام) التي تضرب النادي الكبير، فأصغر اتحادي يعلم بأن من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يجتمع الثنائي (الصنيع والبلوي) في العمل تحت مظلة واحدة، وأن دخول أحدهما يعني خروج الآخر، صحيح أنه سبق لهما أن اجتمعا سوياً عام 2003م لكن ذلك كان في بدايات عمل حامد في المجال الإداري، وكان مساعداً للصنيع، لكن الأمر اختلف تماماً منذ حرب (الحاءات الثلاث) عام 2010م، وكبر بعد نغمة وتقسيمة (المطانيخ والعتاريس) وأصبحت (لعنة عامة وواسعة) بعد عام 2014م؛ تقسم كل من في النادي وينتمي إليه من إداريين وإعلاميين وجماهير، بل وحتى لاعبين، وستبقى تلاحقه إلى أن يصبح له كبير يعيد (صياغته) والاصطفاف خلف اسمه الكبير والعريق وليس خلف الشخصيات والأسماء أو الصفات والأوصاف المقزِّزة.
كلام مشفَّر
* خروج (حمد الصنيع) من العمل الإداري في النادي لا يوقف مسيرة الاتحاد أو يتضرّر منه، رغم نجاحاته الكبيرة التي حققها في كل الفترات والمجالات التي عمل فيها (على مدى 21 عاماً)، فالفضل مع كفاءته للفرصة التي منحت له والدعم الذي وجده من فرق العمل التي شاركته المهمة، ويوماً سيعود حتماً.
* من غير المعقول الحكم على العمل الذي سيقدّمه (حامد البلوي) قبل أن يبدأ أو (محاكمته) على عمل فترة (وبيئة مختلفة) سابقة، من حقه أن يأخذ فرصته كاملة طالما وثق الرئيس به، ويدعم اختياره له لتتهيأ له أجواء العمل والتركيز في واحدة من أخطر مراحل الفريق في السنوات الأخيرة.
* من واجب الاتحاديين ولمصلحة ناديهم التسليم بأن النادي الكبير (كيان) لا يتضرَّر بخروج شخص من منظومته مهما كانت أدواره، ولا يقف على وجود آخر مهما كانت إمكانياته، والنجاح لن يأت ما لم يكن العمل جماعياً (فريق واحد) يصهر الجميع في بوتقة واحدة، شعارهم لا أحد فوق الكيان.
* كنت من أشد المطالبين باستمرار (أنمار الحائلي) وإدارته الحالية ولا أزال؛ لإيماني التام أن الاستقرار الإداري هو (الخطوة الأولى) للخروج بالنادي من المأزق الذي دخله منذ (سنوات الضياع) حتى وإن تكرَّرت أخطاء الرئيس والإدارة، سيبقى الاستمرار هو الحل بشرط معالجة الأخطاء وعدم تكرارها.
* بالمناسبة هناك خطأ يجب أن يتوقف وهو ألا يكون القرار مع كل من يصطدم معه الرئيس هو (الإلغاء أو الإقالة) خاصة إذا كان ذلك يكلِّف النادي فواتير (ضخمة)، فالعلاج يمكن أن يكون بالتراضي أو التفاهم وقبلهما الاحتواء أو حتى إعادة صياغة الصلاحيات(!!).