عبدالكريم الحمد
في عام 2016 أعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قائمة بأطول المدربين بقاء في فرقهم بالقارة الأوروبية تصدرها (جي رو) مدرب أوزير الفرنسي برقم قياسي بلغ 44 عاماً، وشملت القائمة كذلك (أليكس فيرجسون) الذي درب فريق مانشستر يونايتد 27 عاماً، وكذلك (أرسين فينجر) الذي أمضى 22 عاماً في تدريب فريق آرسنال الإنجليزي، وغيرهم من المدربين الذين أمضوا مسيرة سنوات وسنوات في أنديتهم كانت مليئة بالفرح والحزن، إلا أن مكاسبهم كانت في الاستمرارية وصناعة بصمة لا تتغير في شكل وأداء الفريق بعيداً عن عشوائية الإقالة والتعاقد التي هي أساس المشكلة في التخبط الفني والهدر في الأموال ما بين مقدمات عقود وغرامات الشروط الجزائية.
في دورينا السعودي ومنذ مطلع الموسم الحالي شاهدنا فارقاً فنياً تميز به فريقا الهلال والنصر من ناحية الاستقرار الفني وثبات مدربيهما (رازفان وفيتوريا) اللذان شكَّلا فارقاً ونجومية في الموسم الحالي، وأكبر دليل على ذلك هو التنافس المحموم بين الغريمين التقليديين على صدارة الدوري في ظل تدهور الاستقرار الفني في الأندية الأخرى كالأهلي والاتحاد والاستبدال المستمر للأجهزة الفنية مما أفقد الفريقين وهجهما وقوتهما المعهودة، وكذلك بقية الفرق التي سارت في نفس المسار، فمطالبنا كمتابعين ومتذوّقين لكرة القدم في الدوري السعودي لا تصل للمطالبة بمكوث الأجهزة الفنية سنوات طائلة كالأساطير الذين ذكرتهم في مقدمة المقال، بل مطلبنا بسيط جداً «دعوه يكمل عقده على الأقل»!
في مارس الماضي حقق الروماني (رازفان لوشيسكو) المدير الفني للهلال قفزة هائلة في الترتيب العام مقتحماً قائمة العشرة الأوائل كأفضل مدربي العالم، وذلك بعد النتائج الرائعة التي حققها مع ناديه وعلى رأسها لقب بطولة دوري أبطال آسيا، حيث وجد في المركز العاشر بـ(8880) نقطة في القائمة التي يعتليها المدرب الألماني ومدير الفني لليفربول (يورجن كلوب)، كما وجد البرتغالي (روي فيتوريا) المدير الفني للنصر في المركز 21 بـ(7814) نقطة بعد أن حقق مع فريقه النصر بطولة الدوري والسوبر، وما ذلك إلا دلالة على أن هذين الشخصين لديهما الإصرار الكامل على مواصلة التميز والنجاح سواءً على المستوى الشخصي أو حتى على مستوى فريقيهما، وبالتالي فإن الملاعب السعودية هي الرابح الأكبر من استمراريتهما وتميزهما.
قبل الختام
في الوقت الذي تشهد فيه أنديتنا السعودية أزمة ثقة نحو أجهزتها الفنية المتعاقبة في الموسم ذاته، نقول شكراً لـ (رازفان وفيتوريا) اللذين حافظا على شيء من كرامة وقيمة مهنة (المدير الفني).