فهد بن جليد
كما رأينا فيروس (كورونا) في حالة تقلّب بين (الكر والفر) السريعة في المجتمعات التي أعلنت مُبكراً التخلّص منه نهائياً والتغلّب عليه، ما يعني ظهور موجات جديدة مع تسجيل إصابات أو حالات وفاة في الصين ودول أوروبا وغيرها، الأمر الذي يؤكّد صعوبة المعركة وأنَّ مصدر القوة الحقيقي للدول؟ يبقى هو (سلوك الأفراد)، ومدى وعيهم للعودة للحياة بحذر واهتمام وحرص، العالم بات اليوم على دراية وقناعة بأنَّ خطوات العودة مهما كانت سريعة وشاملة -لا تعني بالضرورة- نهاية جائحة (كورونا)، فالفيروس ما زال موجوداً وينتشر، الفهم الأوضح أنَّنا أقدرُ من أي وقت مضى على التغلّب عليه وتحييد خطره، وهي المُعادلة الأهم التي يُراهن عليها.
سلوك -اللا مُبالاة-الذي بدأ يظهر (كموضة) عند فئة محدودة من الشباب الأصحاء، بعدم اهتمامهم بالتدابير الواجبة من التباعد الاجتماعي بينهم ولبس الكمامة، على اعتبار أنَّ (كورونا) لا يُهدِّدهم كفئة أقوى منه، بالركون إلى بنيتهم الجسمانية الشابة وخلوهم من الأمراض ... إلخ، سلوك غريب نسمع عنه، وقد نشاهد علامات له في الشارع والمقاهي وغيرها من أشخاص غير مُبالين، لذا يلزم مواجهة مثل هذه (العنتريات) بوعي وتبصير وفهم، قبل الردع الحاسم بتطبيق النظام بكل تأكيد، فكم شاباً قضى عليه الفيروس؟ وكم رياضياً صحيحاً خالياً من الأمراض أصيب ومات؟
نحن بحاجة لتسليط مزيد من الضوء على قصص (شبان وأصحاء) دفعوا حياتهم ثمناً لهذا الاستهتار؟ ما هو ذنب الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض؟ المُلتزمون أصلاً بالاشتراطات والتعليمات والتدابير الصحية في بيوتهم، ليُنقل إليهم الفيروس مُباشرة ممَّن يفترض أنَّهم العون والسند والعزوة والأكثر وعياً وفهماً والتزاماً وخوفاً على صحة هؤلاء، من حولنا كثير من القصص المُحزنة والمؤلمة التي يمكن تلافيها، بشيء من الاهتمام والالتزام والحرص، حتى تفكر (جهة ما) بإنتاج رسائل توعية فيلمية قصيرة لتوعوية فئة الشبان تحديداً الذين هم -برأيي- من أهم الفئات المُستهدفة في هذه المرحلة، علينا التواصي والتذاكر معهم حول ذلك، وأنَّ من سيدفع ثمن هذا الاستهتار هم من نُحب.
وعلى دروب الخير نلتقي.