فهد بن جليد
هذه الأيام أتقلّبُ كل (ساعتين) في الشمس لمدة (6 دقائق)، تبعاً لنصيحة المركز الوطني الأمريكي بتحليل الدفاع البيولوجي والإجراءات المُضادة، أحد الأصدقاء اتصل بي -بالفيديو- وأنا تحت أشعة الشمس، فتهكم عليَّ قائلاً: هل أنت ناقص (تان) يا الخواجة؟ فأخبرته بجهله وأنَّ الدراسة تقول يمكن قتل الفيروس العائم في الهواء بالبقاء في الشمس، فسألني ببساطة: هل الفيروس في البيت أم في الهواء؟ الصحيح أنَّ الدراسة لم تقل أخرج من البيت إلى الشمس، بل تنصح بالبقاء (6 دقائق) في الشمس لضمان قتل (الفيروس) العائم في الهواء قبل دخول البيت، هنا اكتشفت أنَّنا نبحث عن المشاكل أحياناً بأنفسنا، فمخاوف (كورونا) جعلتنا نتصرف دون تفكير أو تركيز أحياناً.
في صورة مُغايرة تبرز نصائح بعض (الحاذقين والمُتذاكين) بعدم الذهاب للفحص الموسَّع، بحجة أنَّك لم تشتك من أي أعراض، وقد تُدخل نفسك في دوامة من القلق والهم وأنت في غنى عن كل ذلك، وهذا بالطبع كلام غير دقيق، فالفحص أمان وسلامة وضمان بعدم نقل العدوى لشخص عزيز وقريب منك قد يتأثر سلباً بالفيروس، طريقة التعاطي مع الصور والأنماط السلوكية الجديدة مع تغير بروتوكول (نشاط كورونا)، بالانتباه والحذر من مغبَّة اتخاذ خطوات لا داعي لها تزيد من الضغوط النفسية ويكون لها أثر سلبي، والتفريط بالمُقابل بخطوات بسيطة تزيد من الحماية والأمان، لتكون الصورة أشبه بمن يتعاقد مع شركة تنظيف وتعقيم لا تهتم بالتفاصيل في المبنى أو البيت، بينما يتراخى ويتكاسل عن حمل (معقمات) شخصية بسيطة.
تجربتي مع (كورونا العائم)، مثل من ذهب إلى الفيروس بقدميه، اجتهادنا الشخصي قد يجعل تصرفاتنا ومخاوفنا من (كورونا)، تقودنا إلى أماكن خاطئة؟
وعلى دروب الخير نلتقي.