د.عبدالعزيز العمر
اكتشف اليابانيون مؤخراً أن السمنة بين طلابهم وصلت إلى مستويات مقلقة ومخيفة، وعندما تتبعوا جذور هذه المشكلة وجدوا أنها بدأت في الظهور عام 1980، وهو العام الذي تم فيه افتتاح أول مطعم ماكدونالد في اليابان، وبناء عليه أعاد اليابانيون صياغة برامجهم ومناهجهم المدرسية بهدف تعزيز السلوك الصحي الغذائي السليم بين طلابهم.
وفي هذه الأيام التي يمرخلالها العالم بجائحة كورونا، يبرز دور التعليم المدرسي وأهميته في نشر الوعي الصحي المجتمعي، فلا يوجد اليوم منهج مدرسي متميز إلا وتكون تغذية وصحة الطلاب في بؤرة اهتماهه، يتذكر كل من هم من أبناء جيلي أننا كنا ندرس في المرحلة الابتدائية المبكرة مادة اسمها «العلوم والصحة»، في هذه المادة أتذكركيف كان المنهج المدرسي يعلمنا نظرياً وعملياً بعض العادات والسلوكيات الصحية الغذائية السليمة، ومن بينها عدم تناول الأغذية المكشوفة، وغرس عادة غسل وتنظيف أيدينا، وبعد مضي خمسين عاماً هو مجتمعنا اليوم بأطبائه ومرشديه ومسؤوليه الصحيين مستنفر من أجل توعية المجتمع بأهمية غسل الأيدي تجنباً لفيروس كورونا. وإلى جانب مادة العلوم والصحة تأتي مادة التربية البدنية لتعزز أيضاً من النمو البدني الصحي للطالب، وهنا أتذكر أن معلم التربية البدنية كان يطلب منا الجري حول الملعب، والقفز فوق الجمباز، وتأدية بعض التمارين السويدية، أما اليوم فأخشى أن حصة التربية البدنية تم اختصارها إلى مباراة كرة قدم فقط (وبالمناسبة كرة القدم في المدرسة تحل مشكلة غياب بعض المعلمين).