فهد بن جليد
مشاهير الفن والرياضة والإعلام والطب وغيرهم.. يبدعون أكثر عندما يتحولون إلى مشاهير كذلك على منصات التواصل الاجتماعي، -برأيي- بعض هؤلاء يظهرون أكثر مسؤولية ممَّن اشتهروا عبر تلك المنصات بشكل عشوائي، لناحية المحتوى والمسؤولية الأخلاقية على الأقل، العذر المُستهلك الذي يقدمه مشاهير التواصل الاجتماعي (هذا حساب شخصي أقدم فيه يومياتي الخاصة) بمعنى (لا تنتظروا مني تقديم محتوى مُفيد) لم يجبركم أحد على إضافتي، هم لا يكتفون بذلك وحقهم لو التزموا به، فسرعان ما يبدأون بالفذلكة والتنظير في كل القضايا والأحداث دون فهم أو علم، كل ذلك من أجل الإعلانات وزيادة عدد المُتابعين.
داء (الشهرة) المُركَّب في بعض صوره أكثر ضرراً على المجتمعات من فيروس (كورونا) نفسه، الأيام والأحداث تثبت أنَّ بعض مشاهير التواصل الاجتماعي ممَّن يخشون فقدان بريقهم في أي مجتمع وثقافة، مُستعدون لفعل أي شيء يضمن بقاءهم في دائرة الضوء، خطر هؤلاء أكبر إذا لم تواجههم المجتمعات بصرامة ووعي، هذه الأيام يتحدث الناس عن قضية أحد مشاهير التواصل الاجتماعي العرب الذي يقدم مُسابقة جوائزها (آلاف الأدوية) والكمامات والمُطهرات التي شحت من السوق، فقد جمع 10 آلاف علبة من دواء (لا كتوفرين) غير المتوفر الذي يبحث عنه المرضى ولا يجدوه في ذلك البلد، وقد طالب كثيرون بمُعاقبته ومُحاسبته كونه سحب كمية من الأدوية والعقاقير والكمامات والمُطهرات ليقدمها بشكل عشوائي في مسابقة تهدف لزيادة عدد المتابعين، وقد يُعاد المُتاجرة بها، بينما المرضى الحقيقيون يعانون بالبحث عن العلاجات في منافذ البيع، بعد الضغوط ومُطالبات المُحاسبة قلب (اليوتيوبر) الطاولة على الجميع، عقب تحقيق الإثارة وزيادة المُتابعين، ليظهر مُجدداً وهو يقوم بإيصال الأدوية للمستشفيات باعتبار أنَّها مُقدمة مجاناً للمرضى، وكانت (محاولة ذكية) للهروب من المأزق بعد تحقيق الهدف.
أكثر من نصف دخل النجم العالمي كريستيانو رونالدو يأتي من إعلانات حسابه على (أنستقرام) وليس من راتبه الشهري مع فريقه يوفنتوس، هذا خلاف مشاريع الفنادق والعلامات التجارية التي أطلقها، الأمر الذي يؤكد أنَّ إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي مُربحة جداً، ومثل هذا الشخص يستحقها فهو يقوم بأعمال إنسانية مُتعدِّدة خصوصاً في أزمة (كورونا)، ما يُعزز فكرة دعم الأشخاص الذين يُفيدون مُجتمعاتهم بمسؤولية وفهم ودراية في مُختلف الظروف، هذا أفضل من تحول الأرباح إلى جيوب (مجاهيل) يستخفون دمهم علينا أيام الرخاء، ويختفون في الأوقات العصيبة، فهم يعملون بشكل شخصي دون مسؤولية أو فهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.