م/ نداء بن عامر الجليدي
إسكان خشم العان (مدينة الملك عبدالعزيز السكنية بالحرس الوطني المسمى الحديث له) كان من أجمل المجمعات السكنية التي شيدت قبل أكثر من أربعين سنة في الشرق الأوسط ومدينة الرياض خاصة عشت فيه منذ أن كان عمري خمس سنوات وحتى تخرجي من الجامعة ولدرجة إعجابي به من جميع النواحي العمرانية والاجتماعية وكان مثالاً ممتاز جداً لبرامج إدارة التشغيل والصيانة لهذا التجمع الذي كان يضم أكثر من 5000 فيلا سكنية اخترته ليكون مشروع التخرج لي من كلية العمارة والتخطيط لنقل هذه التجربة للمتخصصين لأنه فعلا نموذج مشرف للتجمعات السكنية المغلقة. وحقيقة منذ مغادرتنا لهذا التجمع السكني منذ 17 سنة لم أزره سوى الأسبوع الماضي للوقوف على هذا الإسكان المميز وخصوصاً من نواحي برامج الصيانة للحدائق والطرق والمنافع المشتركة من مرافق خدمية، ولكنني انزعجت بما رأيت من تصدعات بالأرصفة والحدائق المهملة التي اختفت من الوجود والمرافق التي طالتها أيدي العابثين بالكتابات على الجدران وإنارات الطرق والممرات المتعطلة والأخرى التي تهالكت مع مرور الزمن وألعاب الأطفال التي تفتقد للسلامة وسوء النظافة واختفاء المسطحات الخضراء. مما اضطرني عزيزي القارئ اليوم إلى التعريج على أهمية الصيانة الدائمة لهذا النمط من المجمعات السكنية، فهي تهدف إلى المحافظة على المنشآت والمرافق، والوصول بها لأداء وظيفتها المصممة لأجلها على الوجه الأكمل، وبكفاءة مقبولة لأطول فترة ممكنة، ولتحسين أعمال الصيانة لمدينة الملك عبدالعزيز السكنية أنصح الزملاء في وزارة الحرس الوطني تغيير فهم قيامهم ببرامج الصيانة بشكل مباشر من خلال عقود التشغيل والصيانة ولابد أن تركز على تطوير التشريعات المنظمة لعملية إدارة وصيانة المجمعات السكنية، وتعزيز التعاون المشترك بين المؤسسات الحكومية والشركات الخدمية الخاصة لتسهيل إدارة وصيانة المجمعات، وإنشاء وتطوير مؤسسات وشركات خاصة تعمل في مجال الإدارة والصيانة الداخلية والخارجية مع تطوير سُبل تمويلها، وتدريب وتنمية الكوادر الفنية في مجال الصيانة. وعدم إغفال جانب نشر التوعية المجتمعية لأهمية الصيانة والاستخدام الرشيد للمنشآت والخدمات العامة، بالإضافة إلى توفير قاعدة بيانات تشمل الخرائط التنفيذية المحدثة وأي معلومات تخص المجمع السكني لتسهيل أعمال الصيانة والإدارة للمجمعات السكنية .. ودمتم بود.