د.عبدالعزيز الجار الله
خاطبت المملكة العالم في المحافل الدولية، وقالت إننا حذرنا الدول لدور إيران منذ البدء بأنها تدعم وتأسس منظمات وجماعات إرهابية لتخريب الوطن العربي، تدعم الميليشيات بالسلاح والخبراء العسكريين، وتتاجر بالمخدرات وغسل الأموال، وتضع نشر المذهب الشيعي ودعم الأقليات غير العربية غطاءً لتمرير أجندتها وخططها السياسية التي تقوم على التوسع واحتلال الأراضي العربية مثلها مثل إسرائيل، لكن الفارق بينهما أن إسرائيل تعمل داخل الأراضي الفلسطينية فلسطين الكبرى، وإيران تعمل داخل حدود الوطن العربي، وكأنه إعادة تقسيم من جديد بعد استعمار الدولة العثمانية التي سلمتنا على طبق من ذهب للاستعمار الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى عام 1918م وحتى التسليم الأخير إعطاء بريطانيا الأرض العربية في فلسطين إلى إسرائيل من وعد بلفور 1917م إلى التنفيذ الفعلي عام 48 دعم العصابات اليهودية.
إيران عملت منهجية وسياسة إسرائيل نفسها ولكن على نطاق أوسع عبر: الميليشيات المسلحة، والجماعات الدينية، والحشد الشعبي، والأحزاب السياسية والعسكرية مثل حزب الله، دون دخولها عسكريًا بالجيوش الإيرانية، بالمقابل حذرت السعودية التطرف السياسي والديني الإيراني لكن العالم صمت وسكت على تصرفات إيران لأنها تلتقي مع بعض أهدافه ومصالحه لما يحدث في الوطن العربي، وتسريع تجارة السلاح، وتأخير التنمية، وبقي العالم الغربي والأمريكي يراقب الموقف ويدعم ما يسميه بالفوضى الخلاقة، ونشر قيم الديمقراطية، والشرق الأوسط الجديد والكبير، وإيران تستغل حالة الربيع العربي عام 2010م وتسابق الزمن لإحدث أكبر تفكك في الدول العربية وبأسرع وقت، لكن الدول العربية التي تنبهت لهذه الخطط والنوايا الدولية مبكراً ومنها المملكة التي تصدت وكشفت نوايا إيران والنوايا الغربية، هذا الموقف من المملكة وبعض الدول العربية أفشل أهداف إيران وخطط الغرب في جعل الدول العربية حراج و(سوق دلالة) للمغامرين والمزايدين وتجار الحروب.
العالم الأوروبي والأمريكي (للتو) بدأ يغير القراءات وبأن إيران كانت تهدف إلى تفكيك وتمزيق الوطن العربي، ونشر الإرهاب في أوروبا، وفرض أجندتها على السياسات العالمية ومنها امتلاكه السلاح النووي، والسعي إلى أن تكون جنديَّ الشرق الأوسط القوي. فتعرف العالم عندما أراد ذلك ونتيجة الصمود العربي وفضح سياسات إيران.