د.عبدالعزيز العمر
يخبرنا المفكرون التربويون بأننا لا يمكن أن ننجح في تطوير مؤسساتنا التربوية ما لم نملك مسبقًا تصورًا ذهنيًّا كاملاً عن كيف يكون أداء وعمل مؤسساتنا عندما تصبح في حالتها المثالية المستهدفة. بمعني أن قادة التطوير ينطلقوا دائمًا في التطوير من تصور مثالي للشكل النهائي لأداء مؤسساتهم، ثم يعمل قادة المؤسسة التربوية بعد ذلك على إنزال هذا التصور المثالي لأداء مؤسساتهم إلى الأرض؛ ليتحول عندئذ هذا التصور من عالم التجريد إلى واقع ملموس، يمكن ملاحظته وقياسه. كثير من محاولات التطوير تفشل؛ لأن قادة التطوير التربوي وضعوا لمؤسساتهم تصورًا مستقبليًّا مثاليًّا غير قابل للتنفيذ على الأرض. لا يكفي في التطوير التربوي أن نبني استراتيجيات تطوير طموحة، بل يجب أن يكون عند قادة التطوير التربوي من المهنية والاحترافية العالية ما يمكّنهم من ترجمة تلك الاستراتيجية إلى واقع ممارَس على الأرض. وعندما لا تتوافر تلك الاحترافية لدى قادة التطوير فإن فشل المشروع التربوي هو المصير المحتوم. وهذا غالبًا سبب تعثر بعض مشاريعنا التربوية.