د.عبدالعزيز الجار الله
يتحدث الرئيس التركي أردوغان عن الدولة العثمانية معتبراً نفسه الوريث الوحيد للدولة العثمانية والعالم الإسلامي، لمجرد أن اسطنبول كانت عاصمة لدولة إسلامية كانت تحت مظلة السلاجقة في آسيا الوسطى، ثم المماليك في مصر، والعباسيين في بغداد ومصر، فهي الدولة العثمانية تتخفى وراء عباءة الخليفة العباسي في مصر.
أردوغان لم يكن مقتنعاً أن تبقى تركيا الحالية بمساحة 700 كيلومتر مربع، ولها الحق كما يقول أن يبقى نفوذها خارج حدود تركيا، ويشير إلى ليبيا وسورية والعراق وشرقي البحر الأبيض، ولن يبقى بهذه الحدود التي كانت ضمن آسيا الصغرى كما تشير لها المصادر التاريخية والجغرافية.
هذا المبدأ بالعودة إلى التاريخ لو كان صحيحاً لكان للعرب حقوق كبيرة وعديدة الدولة الأموية أو العباسية والدولة الأموية في إسبانيا والمؤسسين لها من الجزيرة العربية، كانت هذه الدول أوشكت على حكم العالم القديم، وكان لإيطاليا حقها فيما كانت تحكم زمن الإمبراطورية الرومانية والدولة البيزنطية، وكذلك دولة الأحباش في شرقي أفريقيا، وغيرها من الإمبراطوريات في العالم القديم، هذا المنطق الذي يحرك تركيا ويجعلها ترسل قواتها إلى ليبيا وسورية والعراق وشرقي البحر الأبيض المتوسط أصبح سلاحاً في أيدي الأتراك.
لن يستمر العالم في فوضى التاريخ ويفتح دفاتر وسجل الأمس على الطريقة القديمة في العصور الوسطى، ونعود إلى عصور الغاب تتمدد الدول فيما وراء البحار كما كان في مواجهات الحرب العالمية الأولى والثانية، كما أن العالم الحديث لن يقبل أن تتصرف تركيا بهذا العقل والتفكير، ويدعها تجمع المنظمات والجماعات الإرهابية القاعدة وداعش في ليبيا لتكون رأس حربة المعارك القادمة في حوض البحر الأبيض المتوسط والشمال الأفريقي.
العرب أصبحت أراضيهم بسبب الربيع العربي الذي تحالفت عليهم إيران وتركيا وأوروبا وأمريكا وروسيا حاول الغرب وحلفاؤهم كسر الدول العربية، لكن الله لطف بحالنا وتراجع الربيع العربي وانقلبت الموازين على إيران، واليوم بوادرها تنقلب على تركيا التي أصبحت تتواجه مع أوروبا، وحتى مع أمريكا بسبب مرتزقة الجماعات المتطرف التي ترعاهم تركيا وإيران في ليبيا وسوريا ولبنان واليمن والعراق.