عثمان أبوبكر مالي
تفاعل كبير وجده مقال الأسبوع الماضي الذي خصصته للحديث عن (المتحدثين الإعلاميين الرياضيين) وتمحورت وجهة نظري حول الغياب الكبير المسجَّل في هذا المجال وافتقاد الوسط الرياضي لحضور يمكن تسجيله من الأسماء التي تتصدى للمهمة وخصوصاً في الأجهزة الحكومية (الرسمية) فلا يوجد من يتفاعل بشكل عملي، ولا يُسجّل إلا حضوراً ضعيفاً جداً مع ما يطرح في الإعلام التقليدي (المرئي والمقروء والمسموع) وأيضاً الإعلام الجماهيري (وسائل التواصل الاجتماعي)، أما المبادرة والمبادأة وهما من مميزات المتحدث الإعلامي عملياً؛ تكاد تكون مفقودة مع الأسف رياضياً - من وجهة نظري - رغم أنه أكثر وسط يحتاج إلى (تأمين نقل المعلومات للمجتمع بكل وضوح والتجاوب مع الاستفسارات التي تطرح وتشغل الرأي العام لمنع أي مجال لتبادل الشائعة وانتشارها) ولأنه وكما هو معروف الوسط الرياضي أظهر مكان يكثر فيه (اللغط)!
العديد من الزملاء كانوا مؤيِّدين لما طرحت ومتفقين مع المطالب التي ذكرتها، وبطبيعة الحال، فهناك من لهم (رأي آخر) خاصة بعض الزملاء الذين على رأس العمل، ومن يرون أن ما يحدث لا يعكس بالضرورة قدرة المتحدث الرسمي، بقدر ما يوضح (سياسة الجهة) التي يمثِّلها أو توجه سعادة الرئيس؛ وهو عادة (الرأس المفكر والمدبر) لكل ما تقوم به مكاتب وإدارات أجهزته، وصراحة لا يقنعني هذا التفسير أو التبرير، فالموضوع في حقيقته أكبر من توجه (مسؤول كبير) أو سياسة ووجهة نظر جهاز بحد ذاته، الموضوع توجه أعلى وأكبر، وبوضوح هو توجه رسمي يعتمد على (تعليمات عليا) ما زلت أرى أن عدم تنفيذها (مخالفة صريحة) ومن يريد التأكد مما أراه يمكنه الرجوع إلى المرسوم الملكي رقم (209) الصادر في 29-9-1434هـ وما نصَّ عليه.
كلام مشفر
* خصصت الاتحاد السعودي لكرة القدم بالذكر في مقالي الأسبوع الماضي باعتباره أكبر جهاز رياضي في البلد (بعد وزارة الرياضة) وذلك لاعتبارات لا تخفى على كثيرين ذكرتها في المقال، وأجدني على قناعة بها أكثر خاصة بعد أن وافقني العديد من الزملاء من أصحاب المهنة وأيضاً من أصحاب التعامل مع المصادر الرسمية.
* من بين التفاعلات الإيجابية الكبيرة مع المقال، أسعدني تفاعل الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث جاءني رد رسمي من الزميل فيصل الطويهر (مدير إدارة الإعلام) يوضح فيه بالتفصيل وجهة نظر الاتحاد وآلية عمله وتعامله مع ما ينشر عنه ولجانه المتعدّدة وما يطرح في الإعلام التقليدي والجماهيري معاً.
* يركز تعقيب إدارة الإعلام في اتحاد الكرة حرصه على تعزيز التواصل مع وسائل الإعلام، وتقديم المعلومة الصحيحة للمتابعين بهدف الرفع من الشفافية في سير العمل منذ انطلاقة دورة مجلس إدارة الاتحاد الحالية.
* ويوضح أن الاتحاد اعتمد في ذلك على إطلاق أيقونة مخصصة لمنسوبي وسائل الإعلام عبر الموقع الرسمي تُعنى بالرد على الاستفسارات والتعامل مع المقترحات والطلبات الخاصة بشكل مرن لكافة الإعلاميين المسجلين رسمياً بقائمة الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي.
* يذكر التعقيب أن (الاتحاد منح رؤساء اللجان كامل الصلاحيات بالتجاوب مع وسائل الإعلام كُلٌ فيما يخص لجنته) ويؤكّد: (أبواب الاتحاد مفتوحة لكل الإعلاميين ونرحب بأي مقترحات من شأنها تساهم في تطوير منظومة كرة القدم السعودية).
* وأقول إن من حق الاتحاد أن يختار الطريقة المناسبة له في التعامل مع الإعلام، دون أن يكون في ذلك مخالفة للتعليمات (العليا) وهو ما تقوله سياسة الاتحاد الحالية، ومن الغريب التمسك بها والإصرار عليها، رغم أن الواضح جداً عدم فاعليتها وخصوصاً أن هذه السياسة تغيِّب مبدأ (المبادرة والمبادأة) التي أرى أنها تميز عمل أي جهاز إعلامي.
* من الملاحظات على أسلوب العمل الإعلامي في الاتحاد منح الصلاحيات لرؤساء اللجان للحديث عن لجانهم وأعمالهم، وهذا (انفتاح) جيد غير أنه لا يؤدي غرض ومهمة (المتحدث الإعلامي) وعلى العكس تماماً، يتسبب في (غياب) كبير واضح وملحوظ، والدليل انظر حولك في أي لحظة يطرح فيها موضوع يتعلَّق بلجنة من لجان الاتحاد فهل تجد الصوت الإعلامي الذي يقدِّم التوضيح والمعلومة إلا ما ندر.
* وبالمناسبة عدد لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم ثلاث عشرة لجنة بالتمام والكمال، فهل يعقل أن يكون في الجهاز - أي جهاز- ثلاثة عشر متحدثاً إعلامياً، ويرتفع العدد إلى أربعة عشر، إذا أضفنا المتحدث باسم مجلس إدارة الجهاز؟!