حمد بن عبدالله القاضي
أبدأ مقالي بهذه الكلمات التي رسم فيها الملك سلمان رسالة الإعلام عند لقائه بأعضاء مجلس الشورى في 20 - 22 مايو - 2018م والتي بلور فيها الدور المطلوب من الإعلام السعودي وهدفه وضوابطه والمنهج الذي يجب أن يسير عليه، وإتاحة فرص التعبير وفق ضوابط تخدم الوطن ولا تضر بالمجتمع:
* «إن للإعلام دوراً كبيراً وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع، فالواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية.
- خادم الحرمين الملك سلمان
* * *
الإعلام وحراك الوطن
بلادنا داخلياً تعيش حراكاً مشهوداً: تنموياً واجتماعياً واقتصادياً وبالخارج لها حضورها الكبير في المجتمع الدولي والإسلامي والعربي ولها علاقاتها الواسعة، فضلاً عن ذلك نواجه حملات إعلامية تفتري علينا وعلى منجزاتنا الحضارية ومواقفنا السياسية فضلاً عن جهل الكثيرين بما ينهض على أرضنا من انطلاقة حضارية.
إعلامنا مع الأسف لم ينهض إلا بجزء يسير لبلورة الدور المطلوب منه بتشكيل الوعي وصناعة التوعية لدى أبناء الوطن.
* * *
خطابنا الإعلامي الخارجي
أما عن خطابنا الإعلامي الخارجي فمع الأسف لم يستطع أن يناهض ما يقال ويشاهد ويُقرأ في الآلة الإعلامية الخارجية ويكتفي أحياناً برد الفعل الذي يفتقر في كثير من الطروحات للمعلومة الموضوعية أمام العالم الغربي أو الشرقي.
* * *
لقاء الوزير شفافية نحو الطريق الصحيح
لقاء وزير الإعلام د. ماجد القصبي جاء لتعزيز دور الإعلام داخلياً وللتداول حول مواجهة الحملات الخارجية.
جاء في الوقت الذي بدأ معاليه بحراكه وخطَّته للنهوض بإعلامنا بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين ومتابعة وتسديد سمو ولي العهد كما قال ببداية اللقاء الذي امتاز بالشفافية والصراحة لوضع «العربة الإعلاميَّة» على الطريق الصحيح.
وقد أوضح «أننا اجتمعنا لمناقشة التحدِيَّات الإعلامِيَّة الراهنة وسبل مواجهتها.
* * *
القصبي وإعلامنا: توجيه القيادة وتطلعات المواطن
الوزير القصبي عرفناه جاداً وفاعلاً بكلّ منصب تولاه سواء بمناصبه الأهلِيَّة أو حتَّى عندما انضم إلى ركب العمل الحكومي المرتبط بالناس بدءًا من حمله حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعيَّة - كما هو اسمها سابقاً - فوضع لها خطَّة وبدأ تنفيذها وكان من عناوينها اللافتة: نقل المستفيد من الاحتياج إلى الإنتاج ومن الرعاية إلى العطاء.
وها هو الآن يتولى وزارة التجارة التي أثبت نجاحه فيها وأقرب مثل لنا نجاح الوزارة منذ جثمت جائحة كورونا فقد رأينا المواد التموينية والكمالِيَّة تملأ الأسواق واستمرار الإمداد فلم نشعر بأدنى نقص في الوقت الذي شاهدنا دولاً كبرى يزدحم سكانها بطوابير أمام المولات والمخابز.
والآن معاليه بالإعلام بدأ مسيرته لتحقيق توجيهات القيادة وتطلعات المواطنين ليتماهى إعلامنا مع معطيات رؤيتنا ومنظومتنا التنموية وليواكب حضورنا السياسي والاقتصادي.
المملكة -كما قال الوزير القصبي- مستهدفة فعلاً في أمنها وتنميتها وبإسلامها المعتدل واقتصادها المزدهر وبوجود الحرمين على أرضها لهذا لا بد من خطاب إعلامي يواجه هذه التحديات.
* * *
الكتّاب ودورهم
ثمَّن الوزير دور الكُتَّاب بمنظومة الإعلام بوصفهم أحد أهم تروسه - بالحرف والكلمة ومقارعة الحجة بالحجة وتفنيد كلّ ما يقال عن وطننا حسداً من عند أنفسهم.
اللقاء كان لقاء تصارح معهم تَمَّ فيه طرح ما يهم إعلامنا وسبل أداء رسالته فضلاً عن دور كتاب الرأي بوصفهم صناع الرأي وأبدى معاليه كل تعاون مؤكداً أن الوزارة عون لهم بكل ما يواجههم أو يجعلهم لا يؤدون الخطاب الإعلامي المتماهي مع حراك الوطن على مختلف الأصعدة.
نحن متفائلون بالوزير القصبي الذي اختارته القيادة لقيادة شراع الإعلام بهذه الظروف الشرسة التي تَهبّ رياحها من كل جانب.
أخيراً نتوق إلى أن ينطلق الإعلام من حوارنا مع أنفسنا إلى حوار الآخر وأن يتم ترجمة أبرز المقالات التي يحبرها الكتّاب السعوديون بالشأن التنموي والدولي ليطلع عليها القارئ في الخارج عندما يتم وضعها بمواقع التواصل العالمية كتويتر والفيس بوك.
حفظ الله وطننا ووفق إعلامنا بكُتَّابة وبرامجه وكافة أدواته.