شريفة الشملان
عندما تأتي تعيينات السيدات كالغيث ينهمر في كل مكان، وأهمها محققات بالنيابة العامة وعضوات في مجلس حقوق الإنسان.
تنتعش قلوبنا وننتظر من هذا الغيث الذي همى أن يزهر ويعقد ثماراً جميلة نراها واضحة أمامنا، إنه تكليف لهن وإن زادهن شرفاً.
هذا التكليف لن يكون صعباً نظراً لأن الأبواب والنوافذ مفتوحة من جهة ومع فرص وتجارب عربية وأخرى أجنبية.
ليس تعصباً لجنسنا وليس لأنهن أقدر من الرجال، ولكن لأنهن الأكثر دراية بالأسرة والعائلة وما تحتاجه.
أضع هنا قصة نجاح سيدات ألمانيا. واللواتي وضعن نظم وقرارات لمصلحة الأسرة ككل فإنتاج الأسرة وراحتها هو بناء جميل لمستقبل الدولة، القرارات لم تشمل النساء دون الرجال هي حزمة كاملة للأسرة.
أبدأ بسيدة تظهرها شاشات التلفزة مع أغلب الأخبار، (انجيلا ميركل) سلام ألمانيا ومصلحتها فوق كل اعتبار، كم تنفق وكم تكسب ميزاناً قوياً لا يقترب المكسب أبدا عن المصروف، وعليه أن يكون بينهما درجات من الوفرة لتأمين حياة مستقرة ودخل جميل للأسر أحسن نظام أسري أوروبي هو في ألمانيا (انجيلا ميركل) رحبت باللاجئين السوريين لأراضيها واعتبرتهم مكسبا لأياد عاملة، الإشكال الذي حدث مع تركيا كان بسبب أن تركيا جعلت منهم ورقة ضدها.
نظامها الأسري توفير عمل ومسكن لكل مواطن ولاجئ أنها بذلك جعلت للألماني ومن يقيم فيها راحة وولاء فيستطيع العمل والإنتاج، لا يجد من يمن عليه لم تشترط للمقيم ديانة ولا عرقاً، عكس ما كانت الدعايات تبث عن تعصب الألمان وكرههم لغيرهم.
(ميركل) تدعى عند السياسيين المرأة الحديدية، لكن الألمان يدعونها الأم، حياتها الأسرية مستقرة أيضاً.
الثانية: اورسلا فون دير لاين: تعمل رئيسة المفوضية الأوروبية منذ العام الماضي وقبلها كانت وزيرة الشؤون الاجتماعية حيث أقرت قوانين لصالح الأسرة والمجتمع الألماني التي نفسها أنجبت سبعة أبناء، أنها تعرف أن السكان عماد ألمانيا وهم الدافعون بها للإنتاج والعمل، ومنذ القدم شكلت الصناعة الألمانية سمعة طيبة في بلدان العالم. وهي التي شجعت كل اختراع صناعي وكل مخترع له نصيب من المحفزات.
هذه الوزيرة القوية استطاعت فرض قانون لكل طفل حق في دور الحضانة ورياض الأطفال. كما كافحت من أجل حق المرأة بالمشاركة في مجالس إشراف الشركات والمؤسسات الصناعية. هذه تعتبر أقوى المرشحين لخلافة (ميركل).
المرأة الألمانية الثالثة: يوليا كلوكنز، الوزيرة الاتحادية للأغذية والزراعة سابقاً وهي ضد الإجهاض ومع حقوق للاجئين ولكن تحديد نسبتهم. وضد المثليين.
ها قد انتهيت من نساء ألمانيا، ومؤكد هناك نساء كثر لم يعرف العالم عنهن فعادة الضوء يختطفه من يكن في الواجهة.. أتذكر لي صديقة أنجبت طفليها هناك وحظيت براتب شهري لهما مع زيارات الطبيب مجانية الحليب الأطفال والأدوية عند الحاجة مجاناً.
لكل دولة سياساتها سواء في تحفيز الإنجاب والعمل، وفي قوانين الأسرة وحقوقها وحقوق المرأة العاملة وألمانيا التي عانت من حربين عالميتين خسرت كثيرا من سكانها وكثر الشيوخ فيها، فهمت الدرس جيداً وعلمت أن القوة في الشباب وأن معاملة اللاجئين معاملة حسنة تكسبهم كقوة عاملة منتجة.
وآتي للب موضوعي وهو نساؤنا في الميدان في مجلس حقوق الإنسان نضع أملاً كبيراً لحقوق المرأة والطفل. أغلب جيلي ممن عمل من أجل حقوق الطفل والرعاية الأسرية وجاهد من أجل إقرار حقوق المرأة المدنية سواء بتمكينها من العمل وحقها في الرعاية الأسرية. فلقد جاء تعيين السيدات في مجلس حقوق الإنسان وملازمات تحقيق في النيابة العامة أولى خطوات السلك القضائي جزء جميل لتتويج المسيرة. نعرف أن طريقهن ليس بالسهل ويحملن مسؤولية تجاه الأجيال التالية ولكن أسهل بكثير من طريقنا وهذا يحفزنا كي نطالبهن بأكثر مما كنا نأمل له ونحلم به، خاصة في هذه الأوقات حيث الأسر بحاجة لدعم وتمثيل وهن كسيدات وأمهات يمكنهن تلمس حاجات ومتطلبات المجتمع والأسر والأطفال فهم ركيزة المستقبل وبُناته..
وهذا الميدان سيداتنا.
ولكنّ منا رايات ملونة بالحب والأمل.