علي الصحن
مثلما يتم بيع حقوق نقل المباريات في معظم المسابقات، ومثلما تحولت هذه الحقوق إلى أحد أهم الإيرادات المالية للأندية والمنظمين، لماذا لا تتم مناقشة فكرة بيع حقوق البرامج الرياضية، وفق اشتراطات معينة، ولقاء مبالغ مالية معلومة، إن للقناة أو للأندية التي منح هذه البرامج حقوق مناقشة قضاياها وإجراء حوارات وبرامج حصرية داخلها، ونقل التدريبات والأحداث الرياضية الحاصة بها.
أسوق هذا الاقتراح بعد أن وصل الكثير من الرياضيين إلى قناعة بأن معظم البرامج الرياضية أصبحت تدور حول نفسها في حلقة مفرغة، أسيرة لمواضيع محدودة، وأسماء معينة، وقضايا هامشية، وإدارة حوار ضعيفة، وإعداد لا يتجاوز تسمية المشاركين في الحلقة....!!
عتدما يتحول البرنامج إلى برنامج ربحي، فإنه سيبحث عن النجاح بأي طريقة، وعندما تسند المهمة إلى فريق يبحث عن النجاح فإنه سيضع كل ثقله من أجل بلوغه، فلن يجامل فلاناً، ولن يعمل من أجل لون واحد، ولن يخصص وقته للدفاع عن هذا والتقليل من ذاك، ولن يسمح بأن يكون الصراخ والتضليل سيد الموقف، ولن تكون هناك فرصة لظهور إعلاميين لا يعرفون كم عدد أسابيع الشهر، ولا كم نقطة تذهب للفريق بعد التعادل، ولا لمن يتوقع أن يفوز أحد طرفي اللقاء (واحد واحد) ولا لإعلامي دخل المجال متأخراً فأصبح يتحدث عن الماضي، وهو لا يملك أدواته ولا يدرك كل ما وقع فيه من أحداث.
البرامج الرياضية بحاجة إلى دراسة حقيقية، فما يقدمه معظمها لا يليق برياضتنا وما وصلت إليه، وبعضها لا يختلف النقاش فيها عن النقاش في الاستراحات الخاصة، وضيوفها أصبحوا محامين عن أنديتهم المفضلة، ويندر أن يقولوا الحق عندما يتعلق الأمر بغيرها، فيما بقي معظم المشرفين والمعدين والمذيعين لسنوات دون أن يتقدموا خطوة واحدة ودون أن يكون لخبرتهم المفترضة دور في تطوير البرنامج والخروج به من الدائرة التي بقي فيها لسنوات.
لقد آن الأوان لالتفاتة جادة لهذه البرامج تجعلها تساير الركب، وتسهم في التطوير، وتجعل منها أداة إيجابية فاعلة في الوسط الرياضي. فقد تعددت هذه البرامج وتغيرت أسماؤها وتنوعت ديكوراتها، لكنها ما زالت عاجزة عن التغير في المحتوى والمضمون وهما الأهم للمشاهد، ولعل في بيع حقوق تقديمها ما يضرب عصفورين بحجر، تطوير في المحتوى وزيادة في الإيرادات، فهل تدرس الجهات المشرفة على البرامج الرياضية ذلك وتبحثه من كافة جوانبه، لعل يكون سبباً في نهضة هذه البرامج وتغيرها للأفضل؟