عبدالعزيز مهدي العبار
في فصل الشتاء يتراجع إنتاج أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم ومن أهمها فيتامين د، وتعتبر الشمس أهم مصادره, وهو أحد أهم العوامل التي تم التركيز عليها في الدراسات الأخيرة على فيروس كورونا المستجد والمسبب لـCOVID-19، حيث تم ربط نقص نسبة فيتامين د عند السكان في أوروبا والإصابة بالفيروس لكبار السن والذين يعانون في الغالب من نقص حاد فيه.
وأثبتت الدراسات والتي تربط أمراض الجهاز التنفسي العلوي الحاد سابقاً عند كبار السن بنقص فيتامين د وآخرها دراسة ركزت على الفيروس المستجد وكانت بعنوان Vitamin-D and COVID-19 والتي تم تداولها في أول أيام نشرها وأوصت الوكالات الصحية الحكومية لبريطانيا بأن يأخذ الناس من جميع الأعمار مكملات فيتامين د خلال فترة الحجر وتفشي هذا الوباء بسبب عدم المقدرة للخروج والتعرض للشمس.
يلعب فيتامين د دورا مهما ومميزا في توازن الكالسيوم والفوسفات في الجسم، مما يؤثر على نمو العظام، ويرتبط انخفاض مستوى فيتامين د بالأمراض غير المعدية وزيادة القابلية للأمراض المعدية ولا سيما التهابات الجهاز التنفسي العلوي خصوصاً وبشكل كبير عند كبار السن لذلك هم عرضة لخطر الإصابة بـCOVID-19 أكثر من غيرهم.
وخلصت الدراسة إلى أن أسباب الإصابة بالفيروس وحالات الوفاة الكبيرة في أوروبا كانت بسبب نقص فيتامين د عند عدد كبير من السكان والأكثر عرضة كانوا من أصحاب البشرة السمراء بمقدار 4 أضعاف من غيرهم.
وأظهرت التجارب فوائد مكملات فيتامين د على تحسن حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي حيث أظهر التحليل التلوي أو الشمولي لعام2017 لبيانات أكثر من 11321 مريضا مشاركا في 25 تجربة عشوائية مضبوطة ومحكمة أن مكملات فيتامين د تحمي الجسم ويشكل ذلك مناعة للجسم ضد التهابات الجهاز التنفسي الحادة ومحاربة البكتيريا والفيروسات الغازية للجسم.
وفي الوقت نفسه ذكرت الدراسة أنه لا ينصح بأخذ كمية أكبر من الموصى بها من فيتامين د يومياً أو أسبوعياً وذلك يجب اتباع الجرعات التي ينصح بها الأطباء المختصين حسب العمر والحالة المرضية لأن ذلك قد يتسبب بمضاعفات تنعكس سلباً على صحة الجسم.
لذلك، ورغم تخوف البعض من انتشار هذا الوباء بشكل سريع في العودة لفتح بلدانهم يتوقع العلماء انحساره في منتصف شهر أكتوبر القادم ولكن ما زال انتقال العدوى من الأشخاص المصابين والذين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس للأشخاص غير المصابين لغزاً حير العلماء.