الهادي التليلي
أينما كنت وأينما وليت وجهك فإنك تتجه بوجدانك ونيتك لهذا البلد، فالسعودية التي لم تكن محتاجة لجائحة كورونا حتى تثبت جدارتها كفاعل مركزي في المشهد العالمي والتي هي كبيرة بتاريخنا وشعبها وقادتها السعودية هذا النموذج الفريد في العلاقة بين قادته وشعبه هي سليلة تاريخ عريق والأرض التي دعا لها سيدنا إبراهيم وأورده القرآن الحكيم (رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا).
جائحة كورونا أصابت العالم وعرت الأقنعة وهزت عروشا ولكنها كذلك أظهرت للعالم كيانا سعوديا تفخر به البشرية حيث لم تكتف المملكة بمواجهة كورونا التاجي على المستوى المحلي بل كانت فاعلا مركزيا للمقاومة الجائحة عالميا من خلال احتضان قمة العشرين والجهود الدولية أيضا من خلال الحكمة في تجاوز تبعات الجائحة واحتضنت أعمال منظمة التعاون الإسلامي وخاصة علاج أزمة البترول العالمية وهو ما اعترف به الشرق والغرب بل ولم تكتف المملكة بذلك بل كانت أكثر بلدا في العالم قدم مساعدات من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة وغيره من الآليات الأخرى مساعدات مست الدول الفقيرة وحتى التي كانت ترى أنها متقدمة وهذا الدرس الذي قدمته المملكة للعالم خلال الجائحة حيث قالت للعالم التضامن الإنساني جزء لا يتجزأ من خياراتها ولا يلهيها الجهد اليومي في مقاومة كرونا من ترسيخ هذه القيم على أرض الواقع فأجهزة تنفس أغذية والأدوية وغيرها.
المملكة بالشكل الذي عالجت به أزمة كورونا كانت مفخرة للعرب والمسلمين حيث أنها في فترة كورونا لم تعد مجرد دولة عضو في جمعية الأمم المتحدة بل كيانا إنسانيا يقوم بما عجزت عليه الهياكل والمؤسسات الدولية ففي حين رفضت معظم دول أوروبا تمويل صندوق أوروبي لمقاومة الجائحة وفي الوقت الذي تخلت فيه دولة مثل إيطاليا عن شريحة مؤسسة من مجتمعها وهي شريحة الشيوخ قامت السعودية بدعم وتفعيل قمة العشرين وصندوق مقاومة الجائحة بل ولم تميز لحظة واحدة لا فقط بين شرائحها بل جعلت إتاحة العلاج مجانية على حد السواء بين المواطنين والمقيمين.. كما كانت فاعلا مركزيا في الدعوة للسلام ونبذ الحروب من خلال تفعيل جهود التسوية في ليبيا وفرقاء الشرعية اليمنية والحرص على عراق واحد لكل العراقيين...
كل هذه المنجزات حققتها وهي تثابر من أجل تجاوز جائحة كورونا بمصداقية فريدة وبمكاشفة لم تجرؤ عليها أعتى دول الديمقراطية فالدرس السعودي سيبقى راسخا في وجدان البشرية خارج أبواق التشويه، الدرس السعودي أكمل فقرته بفتح باب الحج بحيطة حتى لا تنقطع الشعيرة رغم الجائحة بل وزيادة على كل ذلك وهي تفتح قلبها لكل العالم وفي كل القارات تفعل ذلك وفي نفس الوقت تصد الصواريخ الباليستية المعادية غير عابئة بحقد من هم دونها ويحرجهم نجاحها.