ينظر الكثيرون إلى التعليم بكونه واحداً من أهم العمليات التي أفرزتها البشرية منذ خلقها الله تعالى؛ نظراً لما يمثله من مساهمة في سرعة تطوير وتحسين قدرات البشر على التعامل مع البيئة التي يعيشون فيها، أو مع ما تفرزه من متغيرات كثيرة مرت على البشرية منذ وطئت الأرض فاتجهت إلى تغيير في نماط الحياة أو حتى أنماط التعايش مع البيئة أو مع الأفراد أنفسهم، ولعل أحدثها ما نراه الآن في أزمة فيروس كرونا.
ومنذ بدأ التعليم بكافة أشكاله سواء الرسمية أو غير الرسمية، المباشر أو غير المباشر؛ فإن آلية التعليم ذاتها تظل الشغل الشاغل للكثير من التربويين، حيث يرى أغلبهم أن التعليم ليس كافياً فقط بمفرده لإحداث الأثر المطلوب لدى المتعلم وحتى يتحول هذا التعليم ليصبح جزءاً من السلوك والتفكير، بل يجب أن يكون لدى المتعلم نفسه الرغبة في التعلم.
ينظر الكثيرون إلى التعليم بكونه واحداً من أهم العمليات التي أفرزتها البشرية منذ خلقها الله تعالى؛ نظراً لما يمثله من مساهمة في سرعة تطوير وتحسين قدرات البشر على التعامل مع البيئة التي يعيشون فيها، أو مع ما تفرزه من متغيرات كثيرة مرت على البشرية منذ وطئت الأرض فاتجهت إلى تغيير في نماط الحياة أو حتى أنماط التعايش مع البيئة أو مع الأفراد أنفسهم، ولعل أحدثها ما نراه الآن في أزمة فيروس كرونا.
ومنذ بدأ التعليم بكافة أشكاله سواء الرسمية أو غير الرسمية، المباشر أو غير المباشر؛ فإن آلية التعليم ذاتها تظل الشغل الشاغل للكثير من التربويين، حيث يرى أغلبهم أن التعليم ليس كافياً فقط بمفرده لإحداث الأثر المطلوب لدى المتعلم وحتى يتحول هذا التعليم ليصبح جزءاً من السلوك والتفكير، بل يجب أن يكون لدى المتعلم نفسه الرغبة في التعلم.
ويمثل مصطلح الرغبة كثيراً من الاحتياجات التي يتنافس عليها الإنسان أو حتى سائر المخلوقات في كافة أرجاء العالم، فالرغبة هي التي تصنع المعجزات في كثير من الأحيان، لذا فقد عد التربويون الرغبة هي الحافز الأساسي لدى المتعلم لبدء التعلم واستكماله والانتهاء منه.
ولزيادة الرغبة لدى المتعلمين ظهرت العديد من نظريات التعلم وأساليبه وإستراتيجياته وطرقه، وكان من هذه الإستراتيجيات إستراتيجية التعلم الممتع التي تساعد أغلب المتعلمين -خاصة في الصفوف الأولية- على الانخراط في العملية التعليمية ومن ثم زيادة الرغبة والدافعية لديهم لاستكمال رحلة التعليم والانتهاء منها والتوجه لسوق العمل كأعضاء فاعلين ومؤثرين.
وعلى مدار الزمن في مجال التعليم كان الشغل الشاغل للتربويين هو كيفية تطويره ليتناسب مع الفترة الزمنية التي يُقدم فيها. وكان الملل الذي يصيب المتعلمين، وعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة داخل أو خارج القاعات الدراسية، واحداً من المؤثرات السلبية في التعليم والتي تم إجراء الكثير من البحوث والدراسات حول كيفية التغلب على هذه الظاهرة التي تجتاح العالم كله وليس منطقة بعينها، ومن هنا ظهرت إستراتيجيات التعلم المتعددة والتي هدف أغلبها إلى إكساب المتعلم المعارف والمهارات اللازمة بسهولة ويسر ومتعة.
فالصورة النمطية المرتبطة بشكل خاص بالمفهوم التقليدي للتعليم هي أنه عمل روتيني ممل وصعب. فمعظم أبنائنا يتعلمون لأنهم مطالبون بذلك بدافع من الأسرة والمجتمع، وبدافع ذاتي أحياناً لدى فئة محدودة منهم؛ هذه الصورة النمطية أفرزت عن العديد من الحلول الداعمة لمواصلة التعليم ذاتياً ومن هذه الحلول كان التعلم الممتع، سواء داخل الفصل أو خارجه.
ويقوم منهج التعلم الممتع في التعلم على جعل العملية التعليمية ممتعة ليس فقط للمتعلمين ولكن للمعلمين أيضاً. فهو يجمع بين إستراتيجيات التعلم الفريدة والموارد الملهمة والأدوات المبتكرة. ومن خلال القيام بذلك يظهر التعلم الممتع كتجربة مبهجة ومحفزة وتحويلية. وبالتالي يساعد المتعلمين على اكتشاف متعة التعلم.
ويعزز التعلم الممتع، التعلم مدى الحياة كنمط لحياة المتعلمين. إنه يرسخ فكرة التعلم في كل يوم من حياتنا ومنذ ولادتنا. إن تطوير إستراتيجيات التعلم التي تخدم الفرد طوال حياته وتحفزه على تعلم مهارات جديدة والحصول على معارف جديدة يجعل من التعلم أكثر فاعلية، بل ويجعل نظرة المتعلم تجاه العمل الشاق المطلوب نظرة إيجابية. ويدعم التعلم الممتع الأفراد لتحديث معارفهم ومهاراتهم باستمرار، ومواكبة الاتجاهات المتغيرة، واكتشاف طرق جديدة للنمو والتطور.
نحن نعيش في عالم غامض المستقبل للغاية، حيث من المستحيل التنبؤ بنوع الوظائف التي ستكون متاحة في عدة العقود المقبلة. علاوة على ذلك، من الصعب بنفس الدرجة التنبؤ بالتحديات التي سيواجهها الجيل القادم والمهارات اللازمة لمعالجتها بنجاح. ومع ذلك، لا يزال التعليم والمعلمين مكلفين بتمكين المتعلمين من مواجهة مستقبل غير معروف للجميع، وهنا تظهر الحاجة لنهج التعلم الممتع، والذي يستكشف ويطور المهارات الحياتية. ويركز على 14 كفاءة رئيسية تعزز السلوك التكيفي والإيجابي. ويدفع المتعلمين ليكونوا أعضاء نشطين ومنتجين في مجتمعاتهم.
ومع التوجه نحو الاعتماد على التعلم عن بعد والتعليم الإلكتروني سواء كان متزامناً أو غير متزامن؛ ثارت العديد من التساؤلات حول كيفية تطبيق إستراتيجية التعلم عبر البيئة الصفية الافتراضية وبالاستفادة من التقنيات التي توفرها، ولعل ما يحدث الآن من التوجه نحو دراسة العملية التعليمية بكافة جوانبها العلمية والإدارية سواء محلياً أو عالمياً خلال فترة توقف الدراسة نتيجة لظهور فيروس كرونا يجعلنا نطالب هؤلاء القائمين على هذه الدراسات بالاهتمام بالإستراتيجيات الفاعلة في أساليب التعلم وخاصة التعلم الممتع ووضع القواعد والأطر الخاصة به والتي يمكن العمل بها خلال تطبيق التعلم عن بعد أو التعليم الإلكتروني.
إن العمل على توفير عوامل نجاح للتعلم الممتع تحمل على المعلمين مسؤوليات عديدة، من أهمها ضرورة التأكد من تحقيق أهداف الدرس، مع استمرارية التشجيع والتنوع، والحرص على المراقبة والمتابعة المستمرة، كما لابد من توفير بيئة آمنة وملهمة للتعلم المرح، حيث يسهل إنشاء فصل تعليمي افتراضي ممتع من خلال الإرشادات والتصاميم والمساعدة في التنفيذ، وصولاً لتحقيق أجواء إيجابية مشجعة خلال رحلة العلمية التعليمية.