د. منصور المالك
أحببت نادي الشباب منذ طفولتي... أحببته في توهجه وعنفوانه وقوته وأحببته أكثر في انكساره وعجزه وضعفه. ففي لحظات الانكسار يحتاجك الحبيب أكثر. لم أكتب في الشأن الرياضي في حياتي ولعل ما دفعني للكتابة الآن هو حوار رياضي مع بعض الزملاء حول وضع نادي الشباب الحالي والمستقبلي.
القليل يعلمون أن نادي الشباب كان صاحب الشعبية الأكبر في المنطقة الوسطى. وحتى عندما ظهر شقيقه نادي الهلال ظل التنافس الجماهيري محصوراً بين الناديين. ثم ظهر شقيقهم نادي النصر الذي استطاع إزاحة الشباب ليكون التنافس هلالياً نصراوياً. وليبدأ بعدها الشباب رحلة التراجع مع صعود قوي للنصر والهلال. عاد الشباب بعدها قوياً ومنافساً لكن... الجماهير لم تعد... ولهذا أسبابه.
هذا الضعف الجماهيري الشبابي أثر أكثر على نادي الشباب خاصة في التغطية الإعلامية وفي كواليس المنظومة الرياضية الكاملة وحتى في المنافسة على البطولات. أذكر أن مدرب نادي الشباب السيد لوري الذي درب الشباب في عصره الذهبي وحقق معه عددا من البطولات قال أعطوني جماهير كبيرة أحقق لكم كل البطولات. الجماهير مهمة والجماهير تحقق المعجزات.
هناك جانب آخر فجماهير الشباب كما وصفها أحدهم جماهير نخبوية ولا تحضر إلى الملعب. دلل على ذلك أنه بلقاءاته مع العديد من المدرسين وحين يتطرق الحديث إلى الرياضة كانوا يؤكدون له أنه في فصل دراسي يوجد فيه ثلاثون طالبا مثلاً يوجد عشرون طالبا مهتمين بالأندية ومنافسات الدوري منهم ثلاثة يشجعون الشباب. هذا يعني أن هناك ما نسبته 15% هم مشجعون شبابيون. فإذا قلنا إن 85% يذهبون للهلال والنصر وربما أندية أخرى فهناك 15% هم شبابيون. وإذا افترضنا أن مدينة الرياض فيها مليون مشجع كرة قدم بحد أدنى فهذا يعني أن هناك 150 ألف مشجع شبابي. فأين هم؟ غالباً هم يشجعون من بعيد. وأنا أحدهم.
الشبابيون مطالبون اليوم أكثر مما مضى بالنظر إلى التاريخ وقراءة المستقبل. وأنا أدرك أن هناك جهودا كبيرة لاستعادة جماهيرية نادي الشباب من قبل إدارات الشباب المتعددة ومن قبل عدد من المخلصين في روابط الجماهير حول المملكة ومن قبل مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للنادي وهي جهود مشكورة. لكن هناك جهود أكبر يجب أن يشارك فيها الجميع وخاصة فيما يتعلق باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتخصيص ميزانيات لها ودعم الروابط الجماهيرية مادياً وابتكار وسائل جديدة للوصول إلى النشء الجديد ومع التخطيط السليم ومع تحقيق البطولات ومع ظهور النجوم السوبر في نادي الشباب فأنا على ثقة أنه سيعود كما كان كبير الرياض.