سلمان بن محمد العُمري
مما حثنا عليه ديننا الحنيف الترغيب في إدخال السرور على الناس، ومن ذلك عيادة المريض والدعاء له وبث التفاؤل والبشرى وهي مما يؤجر عليه العبد، وقد يزيد البعض في أن يحمل للمريض شيئاً من الهدايا ليطيب خاطره ويزيد في بهجته وسروره، ومما انتقل إلينا منذ عقود من عادات لم نعتد عليها حمل (الورد) و(الشكولاتة) للمريض وقد تذبل الورود قبل خروج المريض من المستشفى؛ فيما قد يكون المريض ممنوع من أكل الحلوى إن لم تكن سبباً في آلامه ومضاعفاته الصحية، وقد بعث لي أحد الإخوة بمقترح وجيه وجدير بالتقدير والعمل به، بل هي فكرة جميلة وسنة حسنة، ويقول صاحب الرسالة: لقد رأيت في المستشفيات هدراً مالياً كبيراً على الزهور والهدايا، الفقراء والمساكين أولى بها، والمريض في ظل صدقته وليس في ظل وروده، وإهداء باقات الزهور أو (الشكولاتة) للمرضى قد يكون مكلفا، والزهور سرعان ما تذبل وتموت في غضون يومين أو ثلاثة، أما الشوكولاتة فبالإضافة إلى سعرها المرتفع فقد تضر المريض صحيا لارتفاع نسبة السكر فيها.
دعونا نتذكر ما ورد في الحديث بما معناه، «داووا مرضاكم بالصدقة».
• أقترح إذا نوى الإنسان أن يزور مريضاً فليذهب قبلها إلى إحدى الجهات الخيرية ويتبرع بالمبلغ الذي كان سيدفعه مقابل الزهور أو الشوكولاتة للفقراء لكفالة يتيم، أو أي عمل خيري كصدقة باسم المريض، ويأخذ وصلاً بذلك يكتب فيه صدقة عن المريض الفلاني، ويكتب اسمه عليه ويسلمه للمريض مناولة عند زيارته فيدخل السرور في قلبه فعلا.
وهكذا تكون الاستفادة لثلاثة أطراف:
1 - للمريض دفعاً للبلاء عنه بإذن الله.
2 - للفقراء واليتامى والمحتاجين فهم في أمسّ الحاجة لها.
3 - لك أنت أيها المتبرع فالدال على الخير كفاعله؛ فلك مثل أجره.
ويتمم صاحب الرسالة مقترحه ويقول: أتمنى من الجهات الخيرية افتتاح محلات صغيرة لهم بالمستشفيات وتجهيز وصل مناسب فيه دعاء للمريض بالشفاء.
وأؤيد فكرة هذا الأخ وأتمنى أن يبادر الجميع من مستشفيات حكومية وأهلية وجمعيات خيرية في تنفيذ المقترح، وأن تتاح بأسعار رمزية للتخفيف من تكاليف تشغيلها على الجمعيات أو مجانية لتسهيل الحصول عليها للزوار مثل ما تم فتح محلات لبيع الزهور، ومن المؤكد أن للصدقة دورا كبيرا في الشفاء، ويمكن تطوير الفكرة آلياً بوجود شاشة إليكترونية تحوي أسماء العديد من الجمعيات توفيراً للوقت والجهد وهذا أيسر من فتح مكاتب وأكشاك في المستشفيات للجمعيات فوضع مكائن آلية للتبرعات أو لصرف سندات الأوقاف بصورة آلية للراغب في تقديم هدية للمريض الذي يزوره صدقة له.
وإذا كان المريض من متوسطي الدخل أو ذوي الحاجة فهو أيضاً أولى بالصدقة على نفسه فالصدقة على القريب بر وصلة وفيها تلطيف لنفسه وتقدم في ظرف جميل مع وردة أو علبة شكولاتة صغيرة أو زهور مجففة ويترك أمرها له إن شاء هو أيضاً يتصدق بها عن نفسه أو يأخذها صدقة منك على نفسه.