سهوب بغدادي
فيما نحن نعيش في عصر متغيِّر ومتشكِّل بشكل سريع ومستمر وكان ذلك الأمر جليًا خلال جائحة كورونا العالمية، فمن كان يتصور بأن كل ما حدث ممكناً؟ ابتداءً من مكوثنا في المنازل لفترات طويلة، واعتمادنا على الوسائل التكنولوجية لتلبية احتياجاتنا اليومية بما في ذلك العمل عن بعد من المنازل بغية الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي جدَّد نظرتنا للحياة بكل ما فيها. مؤخرًا، مع عودة الحياة الطبيعية إلى مجراها -ليس بالمعنى الحرفي- نظرًا لحالة الفيروس النشطة، فإن القلق يغيِّم على مشاعرنا أثناء خروجنا من منازلنا. بلا ريب، إن الأزمة التاجية علمتنا الكثير عن الحياة وعن أنفسنا، ويتضمن ذلك بعض مسلمات الأمور، كالذهاب إلى العمل بشكل يومي، وفي ذلك متعة بالغة، لأن العمل ليس مجرد مكان، بل يحمل أبعاداً اجتماعية وسيكولوجية.. وما إلى ذلك. في الوقت الذي يحدق فيه الخطر بالأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالوباء استنادًا إلى توصيات وزارة الصحة السعودية منذ بداية الأزمة، فإن خيار العمل عن بعد قد يكون مناسبًا لمدة متفق عليها خلال وبعد الأزمة، بمعنى أن يكون لدى الموظف رصيد من الإجازات السنوية والاضطرارية والمرضية وإجازة عمل عن بعد. باعتبار أن ليس كل من يتغيَّب عن العمل لا يستطيع أداء مهامه الموكلة إليه، إذ تعمل إجازة العمل عن بعد أو من المنزل على زيادة أو الحفاظ على إنتاجية المؤسسة بشكل محتمل، في حال تمت دراسة الموضوع وقدّم بطريقة صحيحة من قبل الجهات المعنية في المملكة. إن الهدف أداء الموظف مهامه على أتم وجه وفي الوقت المحدد وإن كان ذلك بشكل افتراضي، وليس بوجود الموظف في أروقة المؤسسة بالضرورة، والأهم مما سبق الحفاظ على سلامة الموظفين وبيئة العمل المؤثِّرة بشكل مباشر على شتى مواطن الحياة.