د.معراج أحمد معراج الندوي
الإنسان واحد من ستة مليارات من البشر الأحياء الذين يقطنون ست قارات، تنتشر في هذا العالم الواسع. لقد جعل الله للإنسان قيمة عظيمة، وأعلى له شأنه، ورفع له قدره، وحبا له مكانة سامقة، وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلاً، ثم أراد الله أن تكون إنسانيته سوية متزنة لخلقه السوى المتزن، وتكون إنسانيته جميلة قوية كخلقه المركب في أجمل صورة وأحسن تقويم. الإنسان هو قبضة من طين الأرض، ونفحة من نور الله، تتمثل فيها إشراقة الروح الصافية، وقوة الوعي المدركة، وقوة النفس المريدة.
الأجناس البشرية مختلفة من حيث اللون والجنس والعرق؛ وهو ما يدل على أن الأخوة يجب أن تكون أخوة إنسانية، تشمل سائر البشر. الأخوة والمحبة والسلام والمساواة تسمو بالإنسان وترفعه إلى مستوى بناء حياة، يسودها الحب والخير والعدل. تدعو الأخوة إلى الاجتماع على الحب، ونسيان الفوارق العرقية والاجتماعية، ونبذ الحروب والصراعات والتطاحن، والعيش في عالم يسوده الأمن والسلام والأخوة والعدل والمساواة حتى تتحقق السعادة التي يتمناها كل إنسان.
إن المحبة والسلام والأخوة لن تتحقق إلا بالمساواة بين بني البشر دون تفرقة أو تمييز، والغاية القصوى من التآخي هي السعادة والحب مدى الحياة. إن الهدف الأساسي من حياة الإنسان على الأرض هو العيش في سلام وأخوة. إذا توحدت نوايا البشر فسوف تتحول حياتهم إلى جنة على الأرض.
إن معنى كلمة إنسانية وقيمتها أن نقول لأي كان أنت أخي الإنسان، أخي الأبيض والأسود، نحبك دونما نظر إلى لونك وجنسك، وأن ننظر بعين الإنسانية نحوه على أنه إنسان مثلنا مئة في المئة، متشابهون حتى العظم، وجميعنا يستحق الحياة.
الأخوة هو تعبير جميل، يعبّر عن الهدف من حياة الإنسان على الأرض، وهو يعيش في أخوة وسلام.
الأخوة هي القيمة النبيلة التي تدعو إلى التعاون في إقامة حضارة مشتركة، تستفيد منها البشرية جمعاء. الأخوة هي الدعوة إلى بناء الحضارة الإنسانية، والاستمتاع بالحياة، والإحساس بالسعادة.
في العالم المتحضر لا مكان للتفرقة والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الدين أو الجنس، ولا فرق بين بني البشر في أي مكان في العالم، سواء كان في المشرق أو في المغرب، أو كان أبيض أو أسود. الأخوة كلمة توحي إلى المبدأ العام والشامل الذي يعبّر عن المساواة بين البشر. فالأخوة قيمة إنسانية، تسمو بالإنسان فوق خصوصيته الاقتصادية والاجتماعية والعرقية والدينية. ولن تتحقق هذه القيم إلا بتضافر الجهود والتآزر والتعاون.