أحمد المغلوث
ينظر العالم بعين الخوف والوجل من تبعات التدخل التركي في الشقيقة ليبيا والعالم الأممي الذي يهمه أن يسود السلام مختلف دول العالم يشعر هذه الأيام بأن أطماع رئيس النظام التركي أردوغان في «ثروة» ليبيا من النفط، بل في السعي الحثيث نحو التمدد في المنطقة وصولاً إلى الزحف يميناً ويساراً وربما جنوباً ليتوغل في القارة السوداء حالماً بإعادة إمبراطورية بني عثمان.. يحدث هذا والعالم أجمع يندد ويستنكر يومياً التدخل التركي مهما كانت مبرراته أو مد يده للمساعدة في السيطرة على ليبيا التي عانت الكثير الكثير من سيطرة الميليشيات والمرتزقة على اختلاف جنسياتهم وعندما تسمع تصريحات الجانب التركي الإعلامية تجدها ملفوفة في ورق سولفان يكشف عن رغبة النظام التركي في نشر السيطرة وإيقاف المواجهات هنا أو هناك. مع أنه الباعث وراء استمرار ذلك من خلال تدخله الممجوج وغير المقبول في أراض ليبية. لقد دهش العالم وهو يشاهد مؤخراً السفن الحربية التركية أمام السواحل الليبية حاملة معدات الحفر «أبراج» الحفر، بل ناقلات أخرى فيها ما فيها من معدات وأجهزة ومعامل التكرير. فهي جاهزة «لسرقة» النفط الليبي على عينك يا تاجر.. وعند تحليل الأمور على صعيد الساحة العالمية نجد أن ما قامت به تركيا يعد جريمة كبرى في حق ليبيا. وحتى في حق جيران ليبيا، مصر، وتونس.. يضاف إلى ذلك أن التدخل التركي ومرتزقته لا يتسبب في اضطراب سلام وأمن الليبي واستقراره فحسب، وإنما يلقي ظلاً ثقيلاً على احتمالات عديدة في تراجع التنمية في ليبيا، بل المنطقة وبالتالي الاقتصاد العالمي وازدهاره. نظراً لأن توقف النفط الليبي يسهم في خللة اقتصاديات الدول المستوردة للنفط الليبي. ومن هنا نجد أن التدخل التركي في ليبيا سيكون ضاراً بالنسبة إلى معظم دول المنطقة بشكل خاص والدول التي تتعامل مع ليبيا وبينها اتفاقات مختلفة وتبادلات تجارية عديدة وهذا يعني أنه سيتسبب في تراجع وتضخم في الاقتصاد الليبي الذي بات يعاني منذ سنوات.. وماذا بعد جميع المراقبين والمحللين السياسيين وقبل هذا العديد من قادة العالم يطالبون وبحزم وقف التدخل التركي ووقف القتال وإبعاد المرتزقة والميليشيات التي لعبت دوراً سلبياً في الأراضي الليبية. وبفضل الله ثم ومن خلال الدعم المصري. ومواقف إيطاليا وفرنسا ودول أخرى تلقت أنقرة وحكومة الوفاق ضربة في الخاصرة.. ضربة موجعة. مؤكدين على أن أي تدخل عسكري في ليبيا يشل خطراً جسيماً لا على ليبيا فحسب إنما على دول المنطقة.. هذا وساعة بعد ساعة بات النظام التركي يشعر بالاختناق والحيرة وسقط في شر أعماله. فلا مناص له إلا تشجيع حكومة الوفاق للرجوع إلى طاولة العملية السياسية من خلال المفاوضات وتحكيم العقل الذي ينحاز دائمًا إلى عودة الأمن والاستقرار لأحضان ليبيا.. حتى يبقي خير ليبيا ونفط ليبيا للشعب الليبي الأبي.. فهل يعي ذلك النظام التركي. هذا ما يأمله ويتطلع إليه العالم..