فهد بن جليد
كلمة إجازة لها وقع سحري على نفسية الإنسان حتى لو كانت قصيرة جداً، هذا العام يشعر الجميع أنَّ إجازتهم سُلبت منهم بسبب تداعيات فيروس (كورونا) رغم أنَّنا قضيناً أياماً طويلة للراحة الاضطرارية أو العزلة المنزلية التي لا يوجد بها عمل أو دراسة، عملياً بقي 47 يوماً على عودة الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة، و41 يوماً على عودة المعلمين والمعلمات، و34 يوماً على عودة الإداريين والإداريات، ومع ذلك اختفى دور النفسانيين والاجتماعيين لوضع خارطة طريق للحاق بما بقي من ركب إجازة الصيف، التي تتساقط أوراقها وساعتها بسرعة كبيرة تحت وطأة (كورونا)، ثمَّة دور مرجُّو لكسر حالة الملل وشحن الطاقة الإيجابية استعداداً لمرحلة العودة القادمة، والتي ينتظر أن يكون لها تأثير على الصحة النفسية والبدنية والاجتماعية وحتى الراحة الذهنية.
الخوف أن يعود الجميع إلى المدارس تحديداً مُعتقدين بأنَّهم لم يحصلوا أو يتمتعوا بإجازة الصيف هذا العام، وهذا بحسب دراسات جامعة كاليفورنيا لا يساعد على الحد من العمليات البيولوجية المرتبطة بالتوتر، ما ينعكس سلباً على صحة العامة، فالقدرة الإدراكية عند الطلاب ومعلميهم قد تكون متدنية، ولا تعمل بالكفاءة المطلوبة إذا لم يشعروا بأنَّهم حصلوا واستمتعوا بالإجازة السنوية -كالمعتاد- وهذا دور إضافي أرجو أن تضطلع به وزارة التعليم مشكورة، لناحية العلاقات والتواصل بينها وبين منسوبيها على الأقل، لتقديم أفكار الاستمتاع بالإجازة بالتنسيق مع جهات أخرى، حتى ولو عبر منح منسوبي التعليم طلاباً ومعلمين وعاملين تخفيضات أو مزايا في بعض المناطق والمرافق السياحية والترفيهية، أو حتى بناء شركات ترويجية وترويحية سريعة تتناسب مع ما تبقى من وقت الإجازة المُنصرم.
مخاوف (كورونا) وآثارها طالت الجميع، الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات يشكلون حالة خاصة تستحق اهتماماً خاصاً، فالإجازة بالنسبة لهم تشكل حدثاً سنوياً هاماً له مكانته وتأثيره، لنتحدث بشفافية ونتخيل المشهد القادم؟ فعندما يعود الطلاب من الإجازة في كل مرة يحتاجون إلى إجازة، تثبتُ ذلك مُشاهدات ومُعدلات الغياب في الأسابيع الأولى والأخيرة من كل فصل، وعند العودة من تعليق الدراسة كذلك، فكيف هو الحال مع تعليق الحضور المطوَّل للمدارس والجامعات بسبب (كورونا)؟ ثم حالة التذبذب بين (الإجازة واللا إجازة) التي يشعر بها الجميع؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.