شريفة الشملان
كم تمنيت لو كنت أكثر شباباً وأكثر نشاطاً، كم تمنيت لو كنت أمارس الصحافة بأصولها، وأقوم بعمل تحقيق وتسجيل صحفي لحدث جميل.
الحدث هو بناء مستشفى في طيبة الطيبة التي حضنت الإسلام في مهده وقدمت للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المهاجرين سبل الحماية والضيافة، وقبل كل ذلك الإيمان بالدعوة المباركة، فكان حقاً أن يكون ذلك تاريخاً ليومنا هذا.
أحداث كثيرة تحدث وإنشاءات كثيرة وبعضها مميز يحدث، لكني كنت دائماً وأبداً مع مشاريع جميلة وتبقى بصيانة وتجديد وتشغيل. هناك مشاريع أقامها رجال أعمال في طول البلاد وعرضها لا زالت تشتغل بكفاءة يشكرون عليها.
محمد بن عبد الله أبو نيان، يوم الأربعاء الماضي تم تدشين مستشفى أقامته شركته في المدينة المنورة، المستشفى لرعاية وعلاج مرضى الكورونا هذا المستشفى سيبقى بإذن الله لعلاج الحالات الطارئة التي تحتاج للعناية المركزة.
عندما شاهدت الصور وشاهدت حفل الافتتاح الذي كان على شرف أمير منطقة المدينة المنورة ووزير الصحة الذي أطلق عليه اسم شهيدة من شهداء جيشنا الأبيض (نجود الخيبري) كان فرح وأمل كبير، عدة أذرع وأكبرها ذراعي الحكومة ورجال الأعمال من تجار وصناع، إذا كان التعاون جميلاً كان الأمل في الاستمرارية كبيراً، هذه الاستمرارية تحفز الكثيرين للعمل والمبادرات.
الشاب الذي بدأ حياته العملية منذ السادسة عشرة (محمد بن عبد الله أبونيان) الذي كبرت نشاطاته وتعددت مهماته ومن ثم شركاته، والذي آمن بالطاقة وتأثيراتها واستغلالها، ذاك الشاب الذي شكك الكثيرون كيف سيقف على رجليه وقف وتمرن وكسب، تخصصت شركته أكوا باو) في معالجة المياه. هو من أبرز القادة في مجال تحلية المياه وإنتاج الكهرباء، له 37 عاماً في هذا المجال وتطويره، فلو فرضنا أن عشرة من المواطنين مثله وكل واحد يؤثر بعشرة وهكذا كم يكون لدينا من أياد جميلة ومنتجة ليعم الخير الوطن كله.
الخير هو أن تزكي مالك فيباركه الله، والخير أن تعمل خيراً للناس أجمعين، فكلما أعطيت جاءت البركة وكلما بررت بوالديك زاد الله لك وبارك ومن بر الوالدين بر الوطن وتقديم شكره وولائه، فلولا الوطن لما كسب، ولولا الوطن لما تفتحت الأبواب.
هكذا في خلال 59 يوماً كان المستشفى جاهزاً وتم تسليمه للوزارة بالحفل الذي ذكرته أعلاه.
وقف الأستاذ محمد أبونيان ليقول كلمته الموجزة عن إمكانيات القطاع الخاص ومساهماته، وهو الذي يستحق الشكر يقدم شكره.
الطاقة الحقيقية هي في الرجال وفي العقول المنتجة والمتجددة ليس فقط للبناء ولكن لاستمرارية العمل وتولده مع شباب يعمل وينتج ويستمر ويتوالد توالداً ذاتياً.
ليس حدثاً فريداً هذا ولكنه حدث جميل في وقت صعب وظروف صعبة، أن تكون بمكان وتشرف على مكان آخر مع صعوبة المواصلات، في رمضان صيام وحر وطرق قد تقطع حتى لو كان معك كل الإمكانات تنتج في وقت قياسي.
أنه حقاً الإنتاج والجديدة وزرع المستقبل.