خالد الربيعان
الهِمَّة السعودية مثل جبل «طُويْق».. «طويق» جبل تشاهده من بُعْد 800 كيلومتر ! بِشَكْل هلال يحيط بأحد أجمل الصحاري العالمية صحراء نجْد، يبدأ من الزُلْفَي وينتهي بوادي الدواسر، إبداع من الله حبا به المملكة ألهم شاعراً فارساً أسطورياً مثل عمرو بن كلثوم أبياتاً سجلها في مُعَلَّقتُه الباقية إلى الآن !
«الهمة مثل طويق... لن تنكسر إلا إذا انهدَّ هذا الجبل وتَسَاوَى بالأرض» .. تعبير قوي من ولي العهد، وهي همة تصَدَّت منفردة لاحتكار دام أكثر من عقد من الزمان، احتكار الشبكة البنفسجية - إياها- حتى كرهنا هذا اللون وما يمثله من معاني الاحتكار والتحكم والتحايل والتعاون: مع مرتشين وفسدة - بوصف محكمة لا بوصفي- استغلوا كراسيهم في الاتحاد الدولي FIFA و الأوروبي UEFA ، لتكون هذه الشبكة المحتكر والناقل الحصري لا لكرة القدم فقط بل لرياضة العالم بقاراته، لمدة 17 سنة...مهزلة !
2020 سنة عجيبة، كان من الصعوبة بمكان أن تفز من نومك على خبر يثلج الصدر، لكن حدث الاستثناء الذي يكسر القاعدة بخبر منذ قليل بثته وسائل الإعلام العالمية بإلغاء ترخيص «البنفسجية» «نهائياً» وتغريمها مالياً بعد مراحل من التقاضي والمحاكم كانت المملكة طرفاً فيها وطرف فائز، ما معناه على أرض الواقع أنه لا سبيل قانوني لبث البطولات والمسابقات الرياضية الدولية، منها البريمرليج وباقي دوريات إنجلترا ولاليجا إسبانيا في المملكة.
وهو ما معناه بالتالي «طريق مفتوح» أمامنا لظهور (شبكة قنوات رياضية عالمية)، المصطلح ثقيل نعم، لكنه الواقع، والطريق فُتِحَ أخيراً، ونقول من اللحظة «الكفو يتعامل ويتكيف ويحمل الحمولة بظهر قوي»، الكرة الآن أُرسِلَت لنا مرة أخرى بعد تعب وركض، أصبحت في ملعبنا لا تنتظر إلا «استلام أو استقبال» ماهر مُحْكَم، ونية وهمة -كطويق- في عدم التفريط بها مرة أخرى وعدم تكرار تجربة ART عندما انفلتت الأمور لتقع في أحضان «البنفسجية».
حقوق البث هي اللاعب الأكبر في منظومة الرياضة العالمية الآن، ويشكل الجانب الأكبر من أرباح أي نادي والأرقام تشهد بذلك، البث دفع رابطة الدوري الإنجليزي لتغيير هويته بالكامل لإعادة تسويقه بشكل أكثر ربحاً فشاهدنا هذا الجمال منذ العام 2016 ، المردود كان أكثر من 75 مليون باوند سنوياً لكل نادي عليها تقوم هذه المنظومة التي تراها الآن، إذاً الأمر يستحق التعب الشديد من الآن لتأسيس شبكة قنوات سعودية كبديل «ضروري واضطراري» للمهزلة التي تَحَمَّلها الوطن العربي ومعظم دول العالم العقديْن الماضييْن.
الأصوات ما لبثت أن ظهرت في عصر السوشيال ميديا حيث كل من هو غير متخصص يتكلم ويُوصي، أحدهم قال: لتكن حِكْراً داخل الدولة فقط.. هذا أول الأصوات التي يجب استبعادها.. وبدون شرح لأن شرح المشروح مؤذي للجميع ! ، أحد الأصوات يقول صعب: نقول تجربة ART وإن كانت ناقصة بمواصفات الاحتراف العالمية السنوات الأخيرة إلا أنها ليست حِلماً بل كانت حقيقة ..» الصعب في الرؤوس يحيل الواقع إلى مستحيل!»
«عدم وجود مواهب وكوادر».. يا سيدي الفاضل هل نظرت حولك.. الكوادر الإعلامية في المملكة قليلة ربما لكنها بالغة التأثير: وليد الفراج اسم عملاق.. بتال القوس ثعلب الإعلام في مكان بمفرده، هناك تجربة ابحث عنها هي «تلفاز 11» المستوى في كل شئ عند هؤلاء الشباب «عالمي» وأعني كل حرف من الكلمة.. وابحث بنفسك.
شباب مثلهم وغيرهم من دول عربية معروفة بتميز عقولها منذ آلاف السنين كمصر والسودان وتونس والمغرب ولبنان وسوريا : يحكم لك بنجاح التجربة إذا تمت الاستعانة بهم.. تجربة الاحتكار -إياها- فعلت ذلك وكانت تتعاقد معهم عبر برامج اليوتيوب التي أظهرت هؤلاء الشباب في بداياتهم، وانظر لأسماء كوادرها ستجد ذلك واضحاً: رئيس المعلقين هناك «مصري» ، ويرأس «تونسِيَيْن» و مغربي وجزائري.. وضيوف استديوهات التحليل كذلك.. يتبقى الإخراج والتصوير وكان الاعتماد على العقول والخبرات الأجنبية.. لا بأس في البداية.. لا بأس على الإطلاق.
ابدأ.. تَصِلْ
لو دخلنا هذه التجربة - الدولية - بالمفردات المعتادة : ألوان أندية الوطن - التعصب - مصارعة الديوك - مهاوشات الاستراحات : فالأفضل لا.. ولنترك الأمر برُمَّته.. ولنكتفي بمشاهدة لون آخر بعد البنفسجي- يحتكرنا لعقود قادمة.
لتأسيس «شبكة إعلامية سعودية» يجب أولاً: الحصول على عقود البث لمدة طويلة لتعطي «مساحة مضمونة مُطَمْئِنَة» للعمل.
ثانياً: «ميثاق للمواصفات الفنية العالمية مُلْزِم /صارم /رقيب : لجميع من يعمل».
ثالثاً: برنامج «قوي وواضح» لإحلال الخبرات الأجنبية في «الإخراج - التصوير - تكنولوجيا الإعلام» بغيرها لـ(توطين/تعريب) هذه الخبرات مستقبلاً.. متفائِل.