يُعتبر التبغ السبب الرئيسي للوفيات المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ إذ يؤدي التدخين إلى ظهور العديد من المشاكل القلبية الوعائية الخطيرة، مثل الموت المفاجئ الناجم عن التأثير السلبي على التوازن القائم بين حاجة العضلة القلبية للأوكسجين والمغذيات، وحجم التدفق الدموي في الشرايين التاجية. كما تزيد احتمالية الإصابة بالسكتة القلبية في أوساط المدخنين بمعدل الضعفين لدى مقارنتها مع أقرانهم من غير المدخنين، بينما يُمكن للتدخين أن يتسبب باضطراب حاد في ضربات القلب أو في تفاقم هذا الاضطراب. وترتبط مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية طرداً مع عدد السجائر المستهلكة في اليوم؛ وفي الوقت ذاته، لا يُسهم تدخين السجائر التي تحتوي على نسب أقل من القطران أو النيكوتين في الحد من مخاطر الإصابة بهذا النوع من الأمراض.
يُسهم النيكوتين في زيادة معدل ضربات القلب إلى جانب رفع ضغط الدم وتضييق شرايين القلب. وبسبب تصلب الأوعية الدموية التي تضخ الدم إلى القلب وانسداد الشرايين، قد ينتهي المطاف بتدمير عضلة القلب. ومن جهة أخرى، قد يُسهم النيكوتين في الإصابة بمرض الشريان التاجي، ومقاومة الأنسولين، إلى جانب حالات اختلال في تركيبة الدهون في الجسم. ومن الأهمية بمكان أن نُشير إلى أنّ المواد الكيميائية الأخرى تُسهم عادة في زيادة مخاطر الوفاة بسبب الأمراض القلبية الوعائية. ويعمل أول أكسيد الكربون على تقليل الأوكسجين الذي يصل إلى أعضاء الجسم. وعلاوة على ذلك، يترافق التدخين بشكل كبير مع زيادة مخاطر الإصابة بفرط كوليسترول الدم وارتفاع ضغط الدم وحتى داء السكري.
كما يحد التدخين من فعالية الجهود المبذولة لعلاج الأمراض القلبية الوعائية؛ إذ يتسبب في زيادة معدلات تراكم الصفائح الدموية، والذي يُمكن عادة إدارته من خلال خطة علاج وقائية تشمل جرعات منخفضة من الأسبيرين. غير أنّه يصعب تثبيط زيادة تراكم الصفائح الدموية الناجم عن التدخين بهذه الطريقة بشكل فعّال لدى أغلب المرضى المصابين بأمراض القلب التاجية.
ويحول الأسبيرين دون تشكّل تراكمات الصفائح الدموية الناجمة عن التدخين، غير أنّ التنشيط المتزايد للصفائح قد يحد من فعالية جرعة الأسبيرين المنخفضة، لا سيما تلك الجرعات اليومية المتناوبة وخصوصاً لدى الأشخاص المصابين بداء السكري. ويفرض هذا على المرضى المصابين بأمراض القلب التاجية ضرورة الإقلاع عن التدخين لضمان فعالية العلاج والحيلولة دون ظهور أي مضاعفات قلبية أخرى.
تنتشر أعلى معدلات استهلاك التبغ بالمملكة العربية السعودية بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 64 عاماً. وفي حين قد يُسهم الإقلاع عن التدخين قبل بلوغ الأربعين من العمر في الحد من مخاطر الوفيات الناجمة عن استهلاك التبغ بنسبة 90 %، يؤدي الإقلاع عن التدخين في أيّ مرحلة كانت إلى تقليل معدلات الوفيات. ومن ناحية أخرى، لا يقلل ضرر التدخين السلبي عن التدخين المباشر. ومن شأن الجهود المشتركة التي تهدف للحد من استخدام التبغ أن تُسهم في وقاية الناس من الموت بسبب النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وبينما تُواصل استراتيجيات الصحة العامة والحملات التثقيفية المستمرة جهودها لتوعية الناس بخطورة استخدام التبغ بمختلف أشكاله، أثبتت الدراسات بأنّ معدلات استهلاك التبغ وصلت لمستويات قياسية خلال الأعوام القليلة الماضية.