د. منصور المالك
أعود للكتابة عن الرياضة وبحذر... فالرياضة بحر عميق له بحارته العالمون بأسراره المدركون لخفاياه الملمون بتاريخه وأرقامه وأحداثه، وأعترف أنني لست واحداً من هؤلاء البحارة. لكن الرياضة عالم ممتع وهي إحدى أهم وسائل الترفيه على مستوى العالم إن لم تكن أهمها على الإطلاق تصرف في سبيلها الأموال وتجنى منها الأموال.
ما دفعني للكتابة هو لقاء قبل أسبوعين جمعني بالكابتن سامي الجابر. تحدثنا قصيراً عن الرياضة وطويلاً عن التجارة والأعمال مع بداية تحول الكابتن سامي إلى رجل أعمال نتمنى له كل التوفيق والنجاح. سامي الجابر يبهرك بحديثه وفكره كما كان يبهر الملايين على المستطيل الأخضر. يتحدث عن الملاعب عن الاستثمار عن المنافسات الرياضية وإدارة ملفاتها عن التنافس الدولي عن مستقبل كرة القدم، فتجد أن الرجل كنز من المعلومات ومن الخبرة والدراية ليس داخل المستطيل الأخضر ولكن خارجه أيضًا. ومع إدراكي لرغبة الكابتن سامي للتفرغ لأعماله الخاصة إلا أنني أتساءل ألا يمكن الاستفادة من هذا الكنز في تطوير واقعنا الرياضي من ملاعبنا إلى أنديتنا إلى الأكاديميات الرياضية إلى الاستثمارات الرياضية وخلافها؟
والحديث لا يختص بالكابتن سامي فهناك آخرون لم أسعد بلقائهم لكنهم كنوز كذلك يجب الاستفادة منهم مثل ماجد وفؤاد والرومي ونور ومحمد عبد الجواد والشنيف وغيرهم كثيرون مما لا يتسع المجال لذكرهم. أضف إليهم آخرين في المجال الإعلامي وكذلك إداريين خسرنا أغلبهم بسبب عدم وجود حاضنة تستفيد من خبرات تراكمت خلال السنين الطويلة ومن خلال الممارسة والعمل.
ليس لدي اقتراح معين بهذا الخصوص أكثر من طرح الموضوع للنقاش من قبل المختصين. ربما اقتراح مؤتمر سنوي يعقد لهذه الخبرات المميزة أو ندوات متفرقة. لكننا بالتأكيد بحاجة إلى الاستفادة من كل خبراتنا المتراكمة في تخطيط يرقى بالرياضة السعودية ويتوافق مع ما هو مقرر في رؤية 2030 ومع ما يطمح إليه قادة هذه البلاد وشعبها الطموح والذي يمثل الشباب فيه أكثر من 70 %.