ميسون أبو بكر
قصة توأم بريدة اللذين روج لمشروعهما الصغير في بيع الشاي والمشروبات الباردة أحد المشاهير بدون مقابل، فتوافد الناس من كل صوب للشراء منهما بعد ذلك والإعلان لديهما؛ هي قصة من قصص التكافل المجتمعي في المملكة، لا غرابة اليوم أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد قناة نافذة للإعلان والترويج لأي منتج، ويصل سعر الإعلان لمبالغ باهظة لكن عبدالرحمن المطيري قدمها كخدمة مجتمعية لدعم بسطة الطفلين التي تحولت بعد ذلك لمحل صغير جاد به الخيرون ونظم المرور في بريدة الوصول إليه.
التكافل المجتمعي سنة من سنن المجتمع السعودي وسمة من سماته، وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك، وتعد وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة قناة لذلك ما لم يقع بعض مشاهيرها في الأخطاء التي نتجت عن قلة وعي البعض وشراهة البعض الآخر لجمع المال واستهتار آخرين، حيث أثار غضب الناس الأسبوع الماضي خروج طفلة على السناب تروج لمنتجات لا تتناسب مع طفولتها ومداركها.
لا أغفل ذكر البرامج المجتمعية الحكومية التي تقدمها الدولة في مختلف قطاعاتها ووزاراتها، في أزمة كورونا وجدنا تفاعلاً كبيرًا من قبل المواطنين مع خدمة فرجت على منصة أبشر، وهي وسيلة إلكترونية لفاعلي الخير لتسديد مديونيات المسجونين من سعوديين ومقيمين، كما برامج جود الإسكان، ولم يتوقف التضامن عند الدعم الحكومي بل تعداه لمشاركة المؤسسات الخاصة والبنوك ببرامج اجتماعية تصب في إطار ما تحدثنا عنه، وقد كان تلبيتي لديوانية البنوك السعودية قبل عامين فرصة لاطلاعي وبعض كتاب الرأي على ذلك.
وطن يتكافل أفراده لا خوف عليه، وقلوب ترق للمحتاج لا غبار عليها، ومجتمع كالبنيان المرصوص هو مجتمع سليم يباركه الله، فهنيئًا للتاجرين الصغيرين اللذين لا تبرحني ضحكاتهما وسعادتهما حين وجدا الإقبال على تجارتهما التي بدأت ببسطة صغيرة ببريدة الطيبة تعد بتجار كبار في مستقبل قريب بإذن الله.