حمد بن عبدالله القاضي
هذا الكتاب يشكِّل مرجعًا مهمًا بالغ الأهمية والجدة بشموليته وبتطرقه لكل أحوال الجزيرة العربية قبل النفط، سواء الأوضاع من النواحي السياسية أو الاقتصادية أو الجغرافية أو التعليمية.
لقد بذل مؤلفه باحثنا القدير أ/ أحمد بن حمد اليحيى جهدًا عظيمًا على مدى 30 عامًا بجمع مادته من بين عشرات المراجع، ثم المكتبات بالداخل والخارج وقيامه بالعديد من الرحلات حتى تكونت مادة هذا الكتاب المرجع الثري الذي أتمنى أن يطلع عليها القراء من سكان الجزيرة العربية وبخاصة شبابهم وشاباتهم ليتأملوا ماضيهم وماضي أجدادهم وما مر عليهم من عنت وحروب وتفرق ليحرصوا على كل ما يحقق نماء أوطانهم واستقرارها ورخاءها.
***
وقد أحسن المؤلف كثيرًا عندما دعم الكتاب بالمعلومات والإحصاءات التي توثق معلومات هذا السفر ونوعية سكان تلك الفترة وأعدادهم والقوى العاملة ومنها معلومات لعلها تنشر لأول مرة.
وقد عُني المؤلف بحكم خبرته العملية بالميدان العمالي والاجتماعي فضلاً عن أحوال تعليمهم وكل ما يتعلق بتلك الفترة.
***
إن من أهم ما سيخرج به القارئ هو المقارنة بين أحوال سكان الجزيرة العربية بالقرن الثالث عشر الهجري التاسع عشر الميلادي بكل ما فيها من عناء وبين ما يعيشون بحاضرهم الآن بكل مناحي التطور فيحافظون عليه ويحمدون الله على ما أنعم به عليهم.
وقد راجع الكتاب وقيم مادته العلمية علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر وكتب مقدمة ضافية له.
***
وبعد
لقد قضيت مع الكتاب وقتًا ممتعًا ومشوقًا وسررت بالإطلاع على محتوياته الجاذبة والسفر بين حروفه العذبة.
انتقلت عبر صهوة صفحاته هذا «السفر» إلى أحوال جزيرة العرب قبل النفط، كان عملاً تاريخيًا مرجعيًا سيضيف الكثير لمن يودون أن يعرفوا «ماضي» جزيرتهم قبل النفط.
فهو مرجع موثق سيُفيض على عقول من يقرؤه نهرًا من المعلومات عن كل ما يتعلق بتلك الفترة من خلال معلوماته وصوره وتواريخه.
وقد بذل مؤلفه جهدًا عظيمًا مباركًا في إبراز جوانب حياة هذه الفترة قلّ من تصدي لدراستها كما قال علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله
- بمقدمته للكتاب. وجاء الكتاب بعنوان معبر وإخراج جميل يتواءم مع محتواه.