سيجرون خلفك.. لا يعرفون
بأنك تروي الخُطا.. بالعيون
تركت الموائد للفارغين
فلم تكتم السر تلك الصحون
ولم يندب الحظ غير الذي
أقام مع السهل بين الحزون
مضوا يغمدون المنى في الدجى
وعادوا إلى النور لا يبصرون
تنحوا إلى مخزن الأحجيات
لكي يرتدوا سترة للظنون
يجرّون خلفك ذات الهوى
ويجرون بين الأسى يضحكون
وحين يضيئون كهف الأنا
يمرون من فوقها يمترون
أداروا المعاني وألفاظها
ويخشون من بعدها أن تكون
يضيء لهم غدرهم إن مشوا
يسيرون فيه وهم مظلمون
فهم أول الصم لم يرجعوا
وهم آخر العمي لا يرجعون
شجي تولى وشاكٍ أتى
فقل لي بربك هل يستوون
حياة يمور بها الانتظار
وذات يحار بها العارفون
وما أنت فيها بهادي العمى
وما أنت فيها دليل الجنون
فلا تنزع العفو من كفهم
ولا تكتم الحق إذ يكتمون
ولا تمنع الشدو إن أقبلوا
فإن الشداة هم الأولون
** **
- شعر/ نايف الرشدان