وداعاً عنيزة..!!
وداعاً يا..!!
وخطوة البعد عنكِ مخاض الحنين قبل الحنين
قبلت نظرات الوداع المجهدة نخيلك الحبلى على الطريق وهي تحمل أجنتها الملونة!
وقبلت نظرات الوداع الندية أعشاب في أحواضها وورود في أوانيها تتراقص في ميادينك
وأسمعتني ذاكرتي صدى سامري من حنجرة «دمشية» حتى أشجاني الكلام
«لا تطري الفرقى وأنا المحزون... ما داني الفرقى وطاريها»
ومررت بفلاح يسقي أكباد سنابل القمح والنخيل.. والعصافير واليمام من حوله ترتوي!!
وداعاً عنيزة..!!
وداعاً يا.....!!
وودعت غرفتي منتجعي المسقوف...
قبلت السجادة والوسادة والكتاب....
حملت أوراقي المبعثرة إنها أجفان خاطري وفيها شوارد نفسي الدامعة وأعدتها برفق كطفل رضيع ووضعتها على منضدة صغيرة بجوار سريري!
أمسكت بحقيبة السفر وقد تعرقت منها يدي كأنها مصابة بحمى الفراق وقد أفزعها هاجس الرحيل!!
وداعاً عنيزة...!!
وداعاً يا......!!
وفيك من سكن قلبي
وفيك من سرق قلبي
وفيك من أودعت لديه قلبي
ولي فيك ولديك رفاة أحلام وحطام!!
ولي فيك رواية للمطر انتهت ولم تنتهِ فمطر الظمأ مازال مطراً استوائياً طيلة أيام عمري!!
وداعاً عنيزة...!!
وداعاً يا......!!
وليلك بحر غرق فيه مركب أمنياتي وتحطم مجدافي وتمزق شراعي...
وبقيت في عرض البحر بين أنياب الأمواج وكل الشواطئ والمواني بعيدة!!
أنا عازف الصمت... وعازف الصمت أنا!!
وأوتار قيثارة الصمت التفت على أصابع يدي وعلى «أذين وبطين قلبي»
تئن القيثارة كل ليلة وتبكي فقد أدمنت في ليلك كؤوس دموع قوافي البعد والحنين والحرمان!!
وداعاً عنيزة...!!
وداعاً يا......!!
تركت فيك حبيبتي... امرأة حسناء باذخة الجمال أريدها أن تتذكر كل تفاصيل الجمال فيك وتنساني أنا!!
أخاف عليها من العتاب!!
أخاف عليها من الغناء!!
أخاف عليها من البكاء!!
أخاف عليها من ثرثرة صمتي... ومن تمتمتي لها بحروف النداء!!
أخاف عليها وعلى نهارها من الفجيعة حين تراني من بعدها ما عدت أنا سوى
متشرد في دروب عمياء في ليل طويل نازف من قسوة صخورها وأشواكها
وشاحب النظرة... أكاد لا أعرفها... وربما لم تعد تعرفني!!
وداعاً عنيزة...!!
وداعاً يا......!!
وداعاً يا أنا..!!
** **
- عبدالعزيز حمد الجطيلي
email: ayamcan@hotmail.com