فهد بن جليد
أسبوع واحد يفصلنا عن (العيد الكبير) الذي يُصادف نهاية الأسبوع المقبل، الخيارات أمام الأسر تبقى محدودة بسبب تأثيرات جائحة كورنا (كوفيد-19)، لا فعاليات أو مساحات ترفيهية كالمعتاد، ولا برامج سياحية خارجية، بالتجربة ومن خلال خبرات (عيد الفطر الماضي) في زمن (كورونا)، يبقى التباعد الاجتماعي سيد الموقف أيام وليالي العيد، حيث الانكفاء على المنزل والبُعد عن اللقاءات الاجتماعية المباشرة هو (العنوان الأبرز)، مع استبدال ذلك كله بالاجتماعات الافتراضية عن بعد، والتواصل الإلكتروني الذي فرض نفسه وأصبح مقبولاً ومُبرَّراً في ظل مخاوف الإصابة أو نقل العدوى.
ليالي العيد لم تكن خياراً مفضَّلاً (لركوب الدراجة) فيما مضى، ولا يقبل الخروج فيها بملابس رياضية، وليست وقتاً جيداً للاطلاع وتنمية القدرات بقراءة كتاب والجلوس في البيت أو على ناصية مقهى، ولكنَّها اليوم أصبحت من مظاهر العيد المقبولة، تماماً مثلما يحدث في الأفلام العربية القديمة في السبعينات والثمانيات الميلادية، عندما كان من (يُحال على المعاش) يلجأ لمُمارسة الرياضة والتشبُّب بارتشاف الشاي أو كوب القهوة وهو يحمل كتاباً يقرأ فيه، ليحافظ على (بريسيتجه) بإظهار نوع من التوازن النفسي وتوجيه رسائل للمحيط أنَّ (شخصية البطل) في الفيلم، لم تتأثر بالظروف الطارئة والمستجدة، فما زال لديه الكثير مما سيقدّمه لاحقاً، فهو في استراحة مُحارب لتغذية العقل والجسم.
قد تغيب بعض مظاهر العيد قسراً، فلا شيء يضاهي صحة الإنسان عوضاً عن أي (اجتماع ولمَّة) قد تتسبَّب بحزن وألم وفقدان عزيز، لذا اغتنام سلامة من نحب من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وعدم تعريضهم للمُخاطرة، والفرحة بسلامتهم هي -برأيي- من أهم سمات عيد هذا العام، لنهدي من نحب مساحة أفضل للأمان الصحي بالبقاء بعيدين عنهم بشكل مؤقت، وكلنا أمل وتفاؤل بغد واعد ومشرق، هذا لا يعني أنَّه لن يكون هناك من سيتمسك ويحافظ على المظاهر التقليدية واللقاءات والزيارات والعناق بشوق.. {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا}، لذا علينا التفكير في كيفية التعامل مع هؤلاء قبل أسبوع من الموعد المُحدَّد.
وعلى دروب الخير نلتقي.