د. منصور المالك
يفاجئنا وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف بين الفترة والفترة بحديث معسول عن رغبة بلاده في تطوير علاقتها مع السعودية، وتعزيز الصداقة بين الدولتين. هذا الحديث يجعل المتابع يتساءل: هل النظام الإيراني مغيّب عن الواقع ولا يدرك ماذا حدث ويحدث حوله أم هو ممارسة لنفس الخداع والمكر الذي اشتهر به الفرس منذ بداية التاريخ؟!
ظريف ينتمي إلى عصابة من المتطرفين عقائدياً وفكرياً وسياسياً، استولوا على السلطة في إيران منذ أكثر من أربعين عاماً وحولوها إلى مركز لتصدير الإرهاب والعنف والقتل.
هل يعلم ظريف أن الهالك قاسم سليماني قام بتنفيذ جريمة قصف أهم منشأة بترولية سعودية قبل أن يلقى مصرعه في هجوم أمريكي في مطار بغداد، وقد أثبتت التحريات بما لا يدع مجالاً للشك أن الصواريخ والطائرات المسيّرة جاءت من الشمال وليس كما يدعي الحوثيون أنهم هم من أطلقوها.
وحتى بفرض أن الحوثيين هم من أطلقها، فمن الذي زوّد الحوثيين بهذه الصواريخ والطائرات؟ ومن الذي يموّلوهم لقصف المدن السعودية ومحاولة إيذاء المدنيين السعوديين والمقيمين؟
هل يعلم ظريف أن دولته سمحت لتنظيم القاعدة الإرهابية بالإقامة والتنقل في إيران مقابل التخطيط لهجمات داخل السعودية، وأن الإرهابي الهالك عماد مغنية ساهم في التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، وتجنيد أكبر عدد من السعوديين لإلصاق التهمة بالسعودية؟. يضاف إلى ذلك عدد من الأعمال الإرهابية التي قامت بها إيران ضد السعودية؛ مثل تفجير الخبر، ومحاولة قتل السفير السعودي في واشنطن -آنذاك- الوزير الحالي عادل الجبير.
هل يعلم ظريف أن عصاباته قامت بحرق السفارة السعودية وقنصلياتها في إيران، دون أن نسمع حتى الآن أنه تم محاكمة الفاعلين وإدانتهم، كما لم نسمع عن قيام إيران بأي من الإجراءات الدبلوماسية المتعارف عليها دولياً لتصحيح هذا الخطأ؟
وحتى بعيداً عن السعودية.. هل يعلم ظريف أن حكومته موّلت عشرات الميليشيات التي قوّضت الحكومة في العراق، ثم عاثت في المدن التابعة للسُّنة وحوّلتها إلى خراب ودمار وتهجير لأصحابها وما زلت، ثم انتقل نظام القتل والتهجير إلى سوريا وما زال يعبث فيها؟. وتستمر إيران تمارس عمليات التخريب في عموم المنطقة بل عموم العالم.
ظريف بحاجة إلى التعامل مع واقع مرير خلّفه النظام الإرهابي الذي ينتمي إليه ويحاول تبييض صفحته. وعليه فلابد أن يتوقف عن الكذب ويعتذر عن كل جرائم النظام الإيراني في السعودية وفي المنطقة، لكن المعروف عن ظريف أنه يكذب.. ولا يعتذر.