د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
المساحات البيضاء الوحيدة في نواتج التعليم عن بعد الذي تم تطبيقه كبديل تنظيمي وقائي عن الحضور للمدارس في زمن كورونا هي حصاد الثقة الأكبر في قطاع التكنولوجيا، وما قدّمه من تسهيلات وخدمات تعليمية في قاعات الدروس الافتراضية التي كانت سياسة تعليمية ركبها العالم. فهناك وفق المعلومات المتواترة ما يزيد على 188 دولة علقتْ الحضور للمدارس، وكانت سياسة بلادنا التعليمية في زمن الجائحة وفق ذلكم المنهج. ومن الأهمية المحافظة علي مكتسبات التطبيق المعنوية التي يتصدرها إقناع صُنّاع القرار بجدوى التعليم عن بُعد، وأنماطه، واحترام الواقع الافتراضي التقني من قِبل المجتمع والأسرة، ومكتسبات التطبيق التعليمية الأخرى، وإن لازمتها بعض الثغرات؛ فنأمل أن لا تكون تلك المكتسبات مسطحات دون تضاريس مجهولة المنتج والنتيجة. ولن يتأتى ذلك إلا بسعي المختصين في وزارة التعليم لاستطلاع الرأي العام المجتمعي حول الآليات المنفذة، والتأثير والتأثر واستطلاع قدرات المتعلمين من خلال نتائج حقيقية تستند إلى التقويم الممنهج الصحيح، واستطلاع واقع البيئات المدرسية قبل التطبيق، وهل كانت الأرضية التقنية في مؤسسات التعليم الصغيرة (المدارس) وافرة متينة عن ذي قبل لتكون الحصيلة المخزنة عند المتعلمين مجزية، ومدى جاهزية المرجعيات التعليمية لإدارة ذلك كله؛ فقد استبدل التعليم عن بُعد الجلوس خلف المقعد الدراسي لساعات؛ فالتأثير مجال للمقارنة وصياغة شروط جديدة لذلك الوقت المقدس المسمى بالحصص من خلال دعم واقعه الأزلي بتطبيقات عن بُعد، واختزال زمن الحصص، وتحويل بعض أزمنة الحصص إلى قاعات افتراضية، سواء كان تعليمًا عن بُعد أو تعليمًا إلكترونيًّا أو تعليمًا مدمجًا. وإذا ما دخلنا إلى قضايا الجودة فنأمل أن لا تكثر مصانع الجودة لصياغة الإطار العام لذلك النوع من التعليم حتى لا يضعف الإنتاج، وتنتشر التطبيقات المقلدة؛ فالبدايات لا بد أن تكون في تغيير السياسات التعليمية حتى لا تُبنى المنصات في حالات الطوارئ فقط.