د. شيمة بنت إبراهيم العتيبي
تصطف المفردات احتراماً لرجال الأمن الأبطال الذين خرجوا من رحم وطنٍ معطاء، وضحّوا بالغالي والنفيس من أجله، وكانوا وما زالوا درعاً حصيناً يخشاهم الفاسد ويطمئن بهم الجميع، وجودهم راحة وأمان، محياهم ابتسامة وسلام، وديدنهم خلق سيد الأنام. يدركون اللين في مواقعه والحزم في مواقفه، ونشعر بالطمأنينة حين نتجول في مدينة الرياض متنقلين ما بين شمالها وجنوبها، شرقها وغربها؛ لأننا ندرك أننا بأيدٍ أمينةٍ أينما تواجدوا، يعملون دون كلل أو ملل في تنفيذ الخطط الأمنية والتنظيمية، ويتابعون القضايا اليومية ملتزمين الحياد بين جميع فئات المجتمع، فتلمس الإنسانية في تعاملاتهم دون تفرقة بين مواطن ومقيم.
ولعل المتابع لأخبار شرطة الرياض في الفترة الماضية، وما ينشر من وقائع يومية حول الكثير من القضايا التي تتمثل في جرائم الاعتداء على النفس أو المال، وقضايا المسكرات والمخدرات، والجرائم الإلكترونية وغيرها؛ يلاحظ أنه لا يكاد يمضي يومٌ دون وجود قضايا معقدة وشائكة يقوم رجال الشرطة بمتابعتها وفك شفراتها، ولذلك يعد المجتمع السعودي - ولله الحمد - من أقل المجتمعات من حيث انتشار الجريمة المنظمة والجرائم بصفة عامة، ولم يكن ليحصل ذلك لولا فضل الله ثمّ جهودهم وتكاتف كافة قطاعات وزارة الداخلية ورجالها، وعندما تطفو بعض المخالفات والجرائم تجد أمامها جداراً أمنياً راسخاً قوامه الضبط والربط والحس الأمني الذي يشهد له الجميع.
فالشرطة جهاز محكم يقود ويسيطر بكوكبة رجالٍ نذروا أنفسهم فداء للوطن، وقيادة سخرت جهودها لتحقيق الأمن والعدل، والمتابعة الدقيقة من مواقع الحدث، بجهود مستمرة وعطاء لا متناهٍ؛ ليبقى أمن وطننا خطًّا أحمر، وهذا التميز جاء نتيجة طبيعية لعملٍ دؤوبٍ وسعيٍ حثيثٍ لتطبيق أعلى معايير الجودة من خلال رفع مستوى الخطط الأمنية التنفيذية لمواجهة أي خطر داخلي يهدد أمن المجتمع، وبحنكة وجهود قيادات هذا الجهاز والتي استمدت قوتها من ثقة القيادات العليا بالوزارة وعلى رأسهم سمو وزير الداخلية حيث الدعم المستمر جاء من حرصهم الشديد على رفع مؤشرات تحقيق الأمن وتقليل مؤشرات الجرائم بكل أنواعها في المجتمع مع ترسيخ معطيات الأمان والاستقرار في البلاد. فكلّ الشكر والتقدير وعظيمه لهم ولهؤلاء البواسل نظير ما قدموه من تضحيات بالنفس والوقت؛ وأمننا بوجودهم - ولله الحمد - في يد رحمة وقبضة أمن.