د.عبدالعزيز العمر
إذا كان العسكريون يعدون إستراتيجياتهم لمواجهة عدو يرونه أمامهم، فإن التربويون في المقابل يعدون إستراتيجيانهم لمواجهة عدو شرس غير منظور، ألا وهو الجهل ونقص الوعي وضعف المهارات. والتربويون عمومًا يشتركون مع النظام العسكري في بعض ممارساتهم ومصطلحاتهم (خصوصًا في اليابان)، فمثلاً، مطلوب من التلاميذ الوقوف بانضباط تام يومياً في طابور صباحي، كما أن عليهم تقديم تحية العلم، مع ترديد بعض الأهازيج الوطنية، ومن ثم الانتقال إلى فصولهم في مشية عسكرية. وأتذكر قديماً أن طلاب الفصل كانوا يقفون للمعلم لحظة دخوله عليهم، وكنا حينها نسمع عريف الفصل يصرخ لحظة دخول المعلم قائلاً: قيام.
نعود إلى سؤال هذه المقالة: لماذا تفشل بعض الإستراتيجيات التعليمية أحياناً؟ باختصار، قد تفشل الإستراتيجية بسبب:
- أهداف الإستراتيجية غير واقعية وغير ممكنة التحقق في ظل الواقع التعليمي.
- عجز بعض القادة التربويين عن تحويل الإستراتيجية إلى برامج عمل تنفذ على الأرض.
- غلبة التنظير والسبك اللغوي على الإستراتيجية بحيث يصعب تحويلها إلى خطط قابلة للتنفيذ، بل إن بعض الإستراتيجيات لا يصح إطلاقاً أن يطلق عليها مسمى إستراتيجية.
- عدم توفر الإمكانات المادية والبشرية التي تسهم في تحقق الإستراتيجية أهدافها.
- التخبط والتراجع المستمر في الروؤى التطويرية، سوء اختيار أعضاء فريق إدارة الإستراتيجية، وأخيراً، لابد من القول إن كثيرًا من - إن لم يكن معظم- الإستراتجيات التعليمية تفشل في تحقيق أهدافها.