عثمان بن حمد أباالخيل
التقاعد مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعمل في القطاع العام الحكومي وأقل ارتباطاً بالعمل في القطاع الخاص وغير مرتبط نهائياً بالعمل الخاص، ويحدث التقاعد حين يصل الموظف إلى سن الستين وربما الخمس والستين ويختلف من دولة إلى أخرى، والتقاعد هي المرحلة التي يصبح فيها الانسان غير مؤهل لأداء مهام وظيفته، وهذا تعريف غير واقعي ولا يمس الواقع، وحين يؤمن المتقاعد بهذا التعريف فإنه يحيط نفسه بهالة من الحزن والخوف والملل. للأسف هناك فئة من المتقاعدين والمتقاعدات يرفعون الراية البيضاء والنتيجة هي كما ذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية (إن قدرة الدماغ على أداء مهامه تتراجع بسرعة كبيرة عندما يتوقف الأشخاص عن العمل).
المتقاعدون شريحة من شرائح المجتمع موجودة في كل المجتمعات العالمية. والتقاعد هو مرحلة واقعية من مراحل كل موظف، لكن رغم ذلك يمضي الكثير من الناس حياتهم بأكملها ينتظرون التقاعد، لكن هذا المسمى لا يطلق مطلقاً على من يريد أن يتمتع بالحياة كلٍ حسب توجهاته وقناعاته، الكُتّاب والروائيون والإعلاميون والأطباء والقياديون الإداريون والكثير من المسميات لا يتقاعدون طالما تنبض قلوبهم بالحياة.
التقاعد فرصة ذهبية لقضاء ما تبقى من الحياة بطمأنينة وراحة بعد سنوات من العمل لكن ليس للكسل والخمول وزيادة الوزن بل للنشاط البدني والذهني والابتعاد عن وسواس الشيطان، فالحياة أجمل بعد الستين ولا تستمعوا وتقرؤوا للمتشائمين. التقاعد لا يعني إطلاقاً نهاية رحلة الانسان في الحياة، بل يجب أن نعتبرها بداية مرحلة جديدة مكللة براحة البال ومطرّزة بالورد والياسمين. كم هو صعب أن يشعر الإنسان أنه على هامش الحياة، الحياة لا تضع الإنسان على هامشها نحن من نضع أنفسنا على هامشها فلا تلوموا الحياة ولوموا أنفسكم. كل طرق الحياة مفتوحة أمام المتقاعدين والمتقاعدات إنها فرصة لمْ تكن متاحة لمزاولة الرياضة والتواصل الاجتماعي والسفر والقراءة والسباحة وحضور الندوات المناسبة وزيارة الأصدقاء وإعطاء الآخرين بعض الخبرات التي اكتسبتْ.