سلطان بن محمد المالك
كنت أتابع بحماس العراك التي كانت تخوضه الفرق الممثلة للمملكة في مفاوضات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية WTO وما كان يصاحبها من صعوبات وتحديات أخرت من انضمامنا للمنظمة، إلا أن حكمة وحنكة قيادتنا الرشيدة في حينه، وإدراكها لأهمية أن تكون المملكة ليست عضوا في المنظمة فقط بل أحد اللاعبين المؤثرين في صناعة التجارة الدولية، وهو ما تم بالفعل منذ انضمام المملكة للمنظمة في 11 ديسمبر 2015 م. وبحكم موقع المملكة المؤثر كإحدى دول العشرين بقوتها الاقتصادية والسياسية، فقد ارتأت القيادة أن تُمثّل المملكة بتقديم مرشح لها للترشح في منصب مدير عام المنظمة والذي يتنافس عليه 8 مرشحين من دول مختلفة.
يعيش العالم اليوم حالة استقطاب كبيرة وحروب اقتصادية مختلفة بين الدول، أبرزها الحرب التجارية بين عدد من الدول وعلى رأسها حرب الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ومنظمة مهمة مثل منظمة التجارة العالمية ستكون حتماً ميدانا لمثل هذه المعارك، ولها دور مهم جداً في التأثير على كثير من الجوانب الاقتصادية بين الدول. لذا وإدراكاً من حكومتنا الرشيدة بأهمية المرحلة الحالية والقادمة، وللثقل السياسي والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة، والنجاحات التي حققها ممثلو المملكة في ترؤس عدد من المنظمات العالمية سابقاً وحالياً، يأتي ترشيح المملكة لممثل بحجم معالي المستشار في الديوان الملكي الأستاذ محمد بن مزيد التويجري الذي يجمع بين الخبرة والعلم والحنكة والدراية والإلمام بعمل المنظمات الدولية والتمثيل الخارجي.
واختيار مرشح للمملكة بحجم معاليه يأتي لما يتمتع به من ثقة من ولاة الأمر لخبرته الطويلة وكفاءته في مجالات الاقتصاد المختلفة والتجارة الخارجية، حيث أشار في كلمته وتعريفه بخطة عمله في بداية شهر يوليو أمام عدد من أعضاء مجلس المنظمة، بأن مهمة مدير عام المنظمة أن يكون بوصلة لرحلة أعضاء المنظمة للتحقق من بقائهم على الطريق نحو أهدافهم دون إنحراف. ولعل ما تمر به المنظمة حالياً من حالة ركود، تتطلب تدخلا سريعا لإصلاحها أكثر من أي وقت سبق، نظر لما يمر به العالم من تغيرات كبيرة أثرت على انسياب التجارة العالمية. كما يرى أن التركيز يجب أن يكون على النجاحات وليس على الخلافات ويتطلع إلى قيادة منظمة التجارة العالمية وتنفيذ إصلاحات بتوافق جميع الأعضاء والتأكيد على أهمية العمل المستمر والمكثف مع الأعضاء جميعاً في جميع الملفات الحالية والمستقبلية حيث أن المنظمة تعمل كحلقة وصل فاعلة بين الأعضاء للتوصل إلى تفاهمات حول الملفات الخلافية.
كلنا ثقة بما يحظى به مرشح المملكة من دعم من قيادتنا الرشيدة ومن ما يمتلكه من رؤية مستقبلية واضحة لعمل المنظمة من واقع خبرته الطويلة في مجال التجارة والاقتصاد العالمي معتمداً في رؤيته على التعامل بشكل عاجل مع الملفات ذات الأولوية، حيث أن العالم يمر بتغيرات كبيرة وغير مسبوقة مما يؤثر على انسياب التجارة ويتطلب تنفيذ إصلاحات عاجلة بتوافق جميع الأعضاء. دعواتنا بالتوفيق لممثل المملكة للفوز برئاسة المنظمة مع إعلان النتائج في شهر سبتمر القادم.