فهد بن جليد
الاهتمام والتساؤلات المُتكرِّرة هذه الأيام حول تأثير حرارة الصيف (المُلتهبة) على نشاط فيروس (كورونا) أمر مُبرَّر، لكن بالمُقابل نحتاج إلى فهم أكبر لتأثير درجات حرارة أجوائنا المُرتفعة على نفسية وسلوك الإنسان لتكون الفائدة أكثر وأكبر، لا أحد من المُختصين يُفصِّل لنا عن (ظواهر نفسية) نشاهدها ونلمسها ولا نعلم أنَّها نتاج مناخنا المُلتهب صيفاً، تتعلَّق بسرعة الانفعال، وضعف الإنتاج، مع غياب نشر أي دراسات أو أبحاث محلية عن حقيقة تأثر (المزاج النفسي) وارتباطه بارتفاع درجة الحرارة، رغم علم الاستشاريين النفسانيين بهذا الأمر، الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب في بعض الحالات، فعندما تقدّم مراكز البحث العلمي والباحثين دراسات محلية حول علاقة حرارة الجو ببعض التصرفات والظواهر سنفهم أنفسنا أكثر، وربما تداركنا بعض الأخطاء، وعرفنا سبب مشاكل أو خلافات زوجية وعائلية قد تظهر على السطح حتى مع أشخاص لا نعرفهم في الشارع.
دراسات ألمانية وأمريكية تربط بين انفعالات الأشخاص وسرعة غضبهم، وبين درجة حرارة الجو المُرتفعة، فقد أثبتوا علمياً أنَّ هناك علاقة مزاجية مُرتبطة بين درجة الحرارة ومدى الشعور بالجوع من جانب وبعض الانفعالات وردود الأفعال السريعة والغاضبة من جانب آخر، بل أكدوا أنَّ ردة فعل الإنسان في اليوم البارد قد تختلف عنها في اليوم الحار، مثل هذه النتائج والتحليلات تساعد الناس على فهم ردود أفعال الآخرين في الشارع ووسط الزحام، وهو ما يتطلّب اقتناص الفرص في الأيام الباردة، والبعد عن أي نقاش أو حديث جانبي في الأوقات الحارة.
الأطباء والباحثون -بحسب (نشرة بريغيته) الألمانية- ينصحون بالتوقف عن شرب الماء البارد في الأيام الحارة، واستبدال ذلك بشرب الماء الدافئ وبعض السوائل مُعتدلة الحرارة فتأثيرها الصحي أكبر، ومفعولها النفسي أدوم وأسرع، كما أنَّ فكرة تناول سناك خفيف في الظل أو تحت المكيّف ستغيّر المعادلة المزاجية تماماً، لا نريد أن نعتمد على دراسات غربية تتم في أجواء معتدلة ودرجة حرارة مقبولة هناك، نحن بحاجة ماسة لنتائج دراسات وأبحاث محلية وعربية تشبهنا تماماً، تساعدنا أكثر على فهم تأثيرات الجو الحار الذي يلامس الخمسين درجة على مزاجنا وإنتاجنا، والحلول والأفكار المقترحة لمواجهة ذلك؟
وعلى دروب الخير نلتقي.