خالد بن حمد المالك
مع الأخبار السارة بنجاح العملية، وشفاء الملك، وممارسته لعمله من المستشفى، بما في ذلك رئاسته لمجلس الوزراء، ظل المواطنون يتناقلون هذه الأخبار بفرح غامر وسعادة كبيرة، فقد اطمأن كل مواطن بأن لا شيء يقلقه من إجراء خادم الحرمين الشريفين لفحوصات طبية عادية، والتعامل الطبي مع التهاب المرارة التي كان يشكو منها الملك سلمان.
* *
فرح المواطنين وسعادتهم لهما أسبابهما ومبرراتهما، ومصدر ذلك أن هناك علاقة تاريخية غير عادية بين الملك وشعبه، منذ كان أميراً ثم ولياً للعهد وإلى أن بُويع ملكاً للمملكة العربية السعودية، وما ميَّز هذه العلاقة في الماضي والحاضر أنها كانت تصدر عن حب حقيقي بين الجانبين، ومن ارتباط إنساني وأبوي بين سلمان الأمير ثم الملك وشعبه.
* *
ومن الطبيعي، وقد كان الملك له كل هذه الحظوة في ضمائر مواطنيه، أن يزعجهم خبر دخوله المستشفى، قبل أن يتبين لهم أن أسباب ذلك عارض صحي، لا خطورة فيه، ولا خوف منه، وأنه من باب الاطمئنان، ومتابعة حالته الصحية مع التهاب المرارة، فقد رأى - حفظه الله- أنه من المناسب أن يجري الفحوصات المناسبة لمثل هذه الحالة.
* *
ودائماً فإن مثل هذه الحالات، تكرّس الحب، وتجذّر العلاقة، وتقوّي الصلة، وتعيد إلى الأذهان، هذا التاريخ البهي الذي ربط المواطن بملكه بعلاقة متميزة، بما لا مثيل لها في العلاقات التي تسود عادة شعوب الدول الأخرى بقادتها، وسبب ذلك أن هنا لا فرق بين ملك ومواطن، فالجميع أسرة واحدة، الملك أب للجميع، والمواطنون هم الأبناء والإخوان الذين يسعد الملك بخدمتهم.
* *
وفي مشوار الملك سلمان الطويل في خدمته لشعبه هناك ومضات مثيرة، وهناك مواقف أخرى فيها الكثير من الإنسانيات الموجهة لمصلحة المواطنين، وما من مواطن إلا وسوف يتذكر أن له موقفاً إنسانياً أو مجموعة مواقف مع هذا الملك، بينها إنصافه لمواطن في مظلمة حين لجأ إليه، وتعامله الراقي مع كل من جمعته به مناسبة، أو كان له حظ في حضور مجلس الملك سلمان.
* *
ومنذ دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل، والناس يدعون له بالشفاء، ويتمنون له الصحة والعافية، ويتحدثون عن مآثره، ويقولون فيه ما يستحقه من الكلام الجميل، فقد أمضى حياته منذ بواكير شبابه في خدمة المواطنين والمقيمين حين كان أميراً لمنطقة الرياض، باستقباله لهم قبل صلاة الظهر وبعد الصلاة، والاستماع إلى مطالبهم وشكاواهم، فلا يخرج أحد منهم إلا وقد وجد حلاً لمشكلته بما يحفظ حقه وحق غيره وحق الوطن، بروح من التسامح وحرص على ألا يظلم أحداً.
* *
بل إن الملك سلمان، كان يتدخل بصفته الشخصية وحكمته وبعد نظره لإصلاح ذات البين، وكثيراً ما لجأ إليه المواطنون لحل مشاكلهم دون حاجة إلى القضاء، وكان بأريحيته وعاطفته يفعل ذلك، راغباً في تطويق الخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة، بما لا مثيل له، إلا في ثقافة سلمان وإنسانية سلمان، فكيف لا يكون مكان خادم الحرمين الشريفين في القلب من حبنا واهتمامنا وحرصنا على سلامته وصحته، فالحمد لله على أنه عارض صحي، وقد زال.