محمد الشهري
العملية الحسابية الأعجوبة أعلاه ليست فزورة، ولا هي عبث تلميذ في الصف الثالث الابتدائي مثلاً.. وإنما هي عملية حسابية تكفل بتقديمها في إطار معلومة رياضية تاريخية مهمة وعلى الهواء مباشرةً وعبر الفضاء (مدير تحرير) إحدى صحفنا الكبرى بدعوى تنوير شريكه في الإستوديو، وتصحيح معلوماته حتى لا يظهر في موقف محرج أمام المشاهدين حسب تعبيره.. يقول في معلومته التاريخية الرياضية بالنص:
«تقابل النصر والهلال في (110) مباريات، فاز النصر في (83) مباراة فيما فاز الهلال في (39) مباراة وتعادلا في (27) مباراة».
شخصيًا لا تعنيني خرافة عدد مرات فوز كل فريق الواردة في تحفته المعلوماتية الرياضية التاريخية، باعتباره (يبيع) بضاعته كعادته هو والكثير من الإعلاميين (الصفر) على المدرج النصراوي الذي ما انفكوا (يستتيسونه) كثيرًا وعنوة من خلال (رشقه) بالمعلومات الخرافية المماثلة كل يوم حتى أصبح لدى هذا المدرج (تضخم) شديد في عدد المباريات والبطولات والأولويات، وحتى في مسألة التعامل المنطقي والعقلاني مع واقع الفريق.. وأصبح لدى هذا المدرج (طفرة وهمية) في كل شيء حتى على مستوى المبالغة في الاحتفاء والاحتفال. الذي يهمني هنا من الموضوع هو كيفية تقديم واجب التهنئة للجهات المعنية بالأمر على النجاح الباهر لأسلوب الاعتماد على (فرّازة) الميول الذي انتهجته وما زالت الكثير من وسائل الإعلام الرياضي مما اضطرها وفقًا لميول مسيّريها إلى اللجوء (للرمرمة) على طريقة حاطب الليل في سبيل تكوين أكبر عدد ممكن من المنتمين للون المفضّل.. لذلك كان من الطبيعي أن يكون الناتج مثل هذه (التحفة القيمة) التي تكتب بماء الذهب، والتي يجب أن نماري بها ونفاخر ونباهي.
ما جادت به أريحية هذا المدير التحرير (النحرير) والنحرير في اللغة تعني الرجل الحاذق الفطن.. أقول ما جادت به أريحيته فمثلاً معلومته آنفة الذكر ما هي إلا عينة فقط مما تدلقه تلك البرامج كل يوم من ثقافة يندى لها الجبين!
والمؤكد أن القادم سيكون أسوأ في ظل (ترك الدرعا ترعى).
من الأمثال الشعبية
(قالوا: من أمرك؟ قال: من نهاني؟)