صيغة الشمري
هناك تكتل يقوده بعض من مشاهير «السناب شات» ضد كل من ينتقدهم أو يحاول توجيههم بغرض حماية المجتمع من السلبيات التي ما كنا نعتقد بأنها بهذا الحجم من الخطورة، «السنابيون» لديهم ثقة غريبة بجهلهم، مثل ذاك الشخص الذي يتوه في الصحراء ويجد له طريقًا خاطئًا لكنه يقنع نفسه بأنه هو الطريق الصحيح ويمشي معه وهو لا يعرف بأنه يتوه أكثر ويبتعد عن هدفه ليدور في حلقة مفرغة من المتاهات وعدم القدرة على تحديد الاتجاه الصحيح. تكتلهم ضد كل من ينتقدهم باتهامه بأنه يشعر بالغيرة من أهميتهم ومن مبالغهم المالية الطائلة، حيث إن أغلبهم حديثو نعمة يعتقدون بأن الجميع يحسدونهم على أنهم أصبحوا أغنياء، وهي عقدة عند كل حديث عهد بالشهرة والمال. في الغرب يفهمون هذه العقدة ويتعاملون مع كل شخص بسيط وهامشي يجد نفسه مشهورًا بتقديم النصح له بالتوجه فورًا لمستشار نفساني يمنحه تصالحًا يحميه من الآثار السلبية للشهرة ويوصله لحالة من التوازن الفكري بحيث لا يندفع باتجاه ارتكاب المزيد من الحماقات التي قد تذهب به للقضاء وللمزيد من الغرامات المادية. الوضع لدينا يحتاج لتدخل سريع في ضبط وتقنين المساوئ والحماقات التي يرتكبها بعض مشاهير التواصل الاجتماعي والتي قد رأينا سلبياتها في بداية أزمة كورونا حيث انشغلت وزارة الصحة والجهات الأمنية بملاحقة الحماقات والمخالفات التي ارتكبها بعض من هؤلاء المشاهير الذين تسببوا في إثارة بلبلة لم تكن لتحدث لو أننا سلمنا من اقتحامهم لحياتنا بجهلهم وسطحيتهم. لا يمر يوم دون جلبة وضجة وبلبلة على منصات التواصل الاجتماعي بسبب حماقة أحدهم، أشغلونا في قضاياهم التافهة عن متابعة محتوى مفيد وهادئ، كل يوم لهم «هاشتاق» فضائحي بدعوى الستر، يكشف عن جهلهم وضحالتهم، يخبرون كل سكان الكرة الأرضية بالفضيحة عبر نداءات تدعو للستر على فلان لأنه ارتكب كذا وكذا!
لذلك أتمنى من الجهات المختصة التي هذبت الكثير من سلوك هؤلاء أن تنتبه لمنشئي «الهاشتاقات» وتتبعهم وتعاقب المخطئ منهم، منشئ الهاشتاق الفضائحي يجب أن يُعاقب على إشغال الرأي العام.