د.نايف الحمد
استحوذت صفقة انتقال لاعب الأهلي عبدالفتاح عسيري للنصر على اهتمام الشارع الرياضي خلال الأيام الماضية.. وبغض النظر عمّا صاحبها من لغط كبير بين رافض لطريقة هذا الانتقال من جانب الطرف الأهلاوي على فرضية أن المفاوضات النصراوية كانت من وقت مبكر ولم تكن كما أُعلن عنها (ليلة دخوله الفترة الحرة)، وبين مدافع عن هذا الانتقال باعتبار إعلانه تم في وقت قانوني وبعد دخول اللاعب الفترة الحرة للتفاوض.
في الحقيقة أن هناك ثمة أسئلة وعلامات استفهام تدور حول بعض صفقات الأندية بشكل عام.. وما صفقة عسيري إلّا (مثال) عليها لا أكثر.
سأحاول طرح بعض الأسئلة حول هذه الانتقالات، وسأجيب عن بعضها، وأترك البعض الآخر للقراء وللشارع الرياضي وللمعنيين للإجابة عليها.
لا أدري ما الذي يدفع الأندية واللاعبين لاختيار هذا التوقيت الصعب في (إعلان) انتقال اللاعب من نادي لآخر..! وما هي الحكمة في أن يتم هذا الإعلان ليلة دخوله الفترة الحرة..!
عندما تتابع المشهد تشعر وكأنك في سباق ( 100 م ) ومن سيصل للاعب أولاً سيكسب توقيعه! فما سر هذه العجلة! هل يتعرض اللاعبون لضغوط قبل التوقيع!! أليس من المفترض أن يدرس اللاعب العرض المقدم له مع وكيل أعماله ويختار العرض بأريحية كاملة..!
لماذا تصر الأندية على الإعلان عن توقيع العقد فور دخول اللاعب الفترة الحرة!
والغريب أن بعض هذه الانتقالات يصاحبها إختفاء اللاعبين، وقطع الاتصالات عن العالم الخارجي!
والسؤال هنا أيضاً: هل تحدث مثل هذه المظاهر في الدوريات المتقدمة!!
لاشك أن هناك خلل واضح في طريقة إدارة المفاوضات من جهة، وتقييم أسعار اللاعبين من جهة أخرى.. وأعتقد أن هذه المعضلة لن تُحل مالم يتم إقرار (قانون الصرف العادل) كما يحدث في أوروبا، والذي يجعل من أي صفقة رقماً يدخل في موازنة النادي ويؤثر عليها.. وكذلك العمل على الخصخصة والتي طال الحديث عنها ولم نرها.
الهلال.. وقواعد اللعبة الجديدة
من الواضح أن الساحة الرياضية لم تعد كما كانت.. خاصة فيما يتعلق بالصفقات والضخ المالي في الأندية، لاسيما بين الغريمين الهلال والنصر..!
لنكن واضحين.. الهلال يسير وفق منهجية وآلية معروفة لا تقبل المزايدات، وتعتمد على تقييم اللاعب وتقديم العرض المناسب له.. في حين أن النصر يعتمد على ضخ مالي غير محسوب وبطريقة تشعرك أن هذه الأموال لا قيمة لها، أو أنها تُدفع من ميزانية مفتوحة!! لذلك نرى أن كل الصفقات التي دخل فيها النصر حصل عليها في الفترة الأخيرة.. ناهيك عن ضم فريق كامل تقريبًا من عناصر منتخبي الأولمبي والشباب دون وجود (منافس) على هؤلاء اللاعبين!!
في ظل هذا الوضع وصعوبة مجاراة النصر فيما يتعلق بالضخ المالي الهائل، أرى أن على الهلاليين أن يغيروا قواعد اللعبة، وأقترح أن يكون دعم الفريق بإحدى طريقتين:
الأولى: إعادة دور الكشافين واستقطاب المواهب الصغيرة وضمها للنادي والتركيز على المدرسة الكروية.
الثانية: البحث عن لاعبين موهوبين في الأندية من صغار السن واستقطابهم بأسعار مناسبة ومنحهم الفرصة في الفئات السنية للنادي.
على أن ذلك لا يمنع من الدخول في أي صفقة متاحة ووفق احتياج الفريق، وبذات الطريقة التي يعتمدها النادي في إبرام صفقاته.
نقطة آخر السطر
جماهير النادي تطالب رجالات الهلال الكبار والمخلصين أن يجتمعوا ويتداولوا أمرهم ويرسموا استراتيجياتهم لمواجهة الظروف الراهنة، وبحث الطرق الكفيلة بدعم النادي وبقاءه في واجهة الكرة العربية والآسيوية.. فهذه الجماهير الكبيرة والعاشقة لا يمكن أن تقبل بأقل من هذه المكانة.
أسأل الله في هذه العشر المباركة أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.