أ.د.عثمان بن صالح العامر
للعيد فرحة، وللأضاحي فزة، وللقاء بمن نحب خاصة في هذا اليوم العظيم مزية وخاصية، ومع أن لولي الأمر والعلماء، للأهل وذوي الرحم، للأصدقاء والجيران حق المباركة والمشاركة بالعيد إلا أن جائحة كورونا فرضت واجب الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات ذات الاختصاص حين المعايدة، وذلك بأخذ كافة الاحترازات الوقائية (التباعد الاجتماعي ولبس الكمام والنظافة الشخصية والتعقيم المستمر) خاصة عند معايدة كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة فهم أكثر من غيرهم عرضة للإصابة بكورونا.
أعلم أن هناك شريحة في المجتمع على الأقل في مثل مجتمعي الذي أعيش فيه ألف المصافحة والتقبيل ولا يرضى عنهما بديلاً في يوم العيد، ولو أعرضت عنه واعتذرت له طالباً الاكتفاء بإلقاء السلام من بعيد لنظر إليك نشازاً وربما قام فبادرك بالتحية المعتادة في هذه المناسبة، ولذا فإن على الخطباء التذكير صباح العيد بهذا الأمر المهم والتأكيد على المشاركة المجتمعية في التوعية والتثقيف حماية ووقاية من هذا الداء (فيروس كورونا)، كما أن على مشاهير السوشل ميديا والمثقفين والكتَّاب مسؤولية مباشرة في المشاركة الحقيقية بحملات الإرشاد التي تصب في النهاية بخانة الأمن الوطني الصحي الذي هو مطلب الجميع.
إن من واجبنا في يوم العيد فضلاً عن المباركة والمؤانسة تذكّر البدايات، حيث كان الكبش فداء عن ذبح إسماعيل عليه السلام في يوم النحر ومن ثم استشعار المعاني العظيمة خلف هذه الرمزية في قصة النبي إبراهيم عليه السلام مع ولده الذي قال له منصاعاً طائعاً {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، والثالثة بعد المباركة والتذكر الشكر لله عزَّ وجلَّ أن جعلنا في ذبحنا للضحايا مقتفين أثر أبينا إبراهيم عليه السلام ومستنين بفعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهذه نعمة عظيمة ومنَّة من الرب جليلة، أما الرابعة الأخيرة فهي حمد الله سبحانه على ما منَّ به علينا من نعم لا عد لها ولا حصر في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية من التزام بشعائر الإسلام، وتكاتف وتراحم، وأمن وأمان، وحرص شديد على سلامة وصحة الإنسان.. عيدكم جميعاً مبارك، وكل عام وأنتم بخير في وطن الخير، وإلى لقاء، والسلام.