د. خيرية السقاف
تأخذنا في أعطاف سُجُفِكَ..
وخَفِيِّ مكنونِكَ..
إلى أين تنتهي سراديبك؟..
ومتى تنطفئ مصابيحنا؟!..
والذي «قد» نعلم منك قليل..
والذي لا نعلمه عنكَ كثير؟!..
إيه يا عيد..
وقِطع النسيج المعطر, ولمسة اللون المُنتقى,
ورسمةُ الضحكة اللامعة, وقفزةُ البهجة الطارئة أنسجةٌ..
خيوطٌ تبتكرها مخيلاتنا, تصنعها حركاتنا, ويغْزِلها انتظارنا..
وأنت في كل الذي أنت الخَفيِّ خفيٌ..
بينما كل الذي فوق السطح زيف إلا ما تطويه في سجف غيبكَ عنَّا..
يا عيد..
والدموع تتبخر, والضحكات تتلاشى, والألوان تفتر, والأصداء تغور في سراديبك..
هذه الفسيفساء لا تشبه أجزاؤُها بعضَها..
يا عيد..
وأصداءٌ تنبعث لأصداء تتوارى!!..
وفتائل القناديل ترهج بأنوارها..
الناس لا تعرفك إلا حين ترغب في بهجتها,
أو حين تتعب بغفلتها..
أأنت الكائنُ الطارقُ على حين غفلة؟..
أم أنت القادم الكائن حين يقظة؟..
تأتي من غيبك, تنزل بيقينك..
تبعث أسئلتك, تجد إجابتك..
تفرش ثراك, ترسل أجنحتك..
إلى أين تمتد سراديبك؟!..
إلى أين؟!........
إلى مدى خفي بعيد لا يتناهى؟!
أم إلى قريب بين غصة دمع, وخفقة ضمير؟!..