سلمان بن محمد العُمري
تتعدد صور وأشكال المعروف والخير والإحسان وخاصة في مجال إطعام الطعام، ونرى في كل وقت مشاهد لأعمال خيرية - ولله الحمد - وفي كل زمان ومكان تبهج النفس وتشرح الصدر، وتحتاج هذه الأعمال إلى شكر المولى عز وجل على توافر النعم وشكره على ما وفق إليه بعض العباد من الأعمال الصالحات.
ويتوجب علينا جميعاً أن نعمل على التعزيز لهذه الأعمال الإيجابية بشكر الفاعل والباذل والدعاء لهم، وحث المتخاذل للبذل والعطاء، وكل هذا مما أمرنا به ديننا الحنيف {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وما زلنا نرى كثيراً من المبادرات الخيرية من الأفراد والجمعيات والمؤسسات والمطاعم في إطعام ذوي الحاجة، ومما يحمد فعله ما أصبحنا نراه مؤخراً من قيام الزبائن في المطاعم بطلب علب خاصة لحمل المتبقي معهم من الطعام إما لأكله لاحقاً أو لتقديمه لغيرهم، وقد شاعت هذه الثقافة المحمودة بعد أن كانت مستعابة عند كثير من الناس، ولكن ثمة مبادرات أخرى من المطاعم والمخابز رأيناها بكثرة مؤخراً وهي تخصيص أطعمة بالمجان لمن لا يملك قيمة الطعام، فتجد لوحات عند بعض المخابز وقد كتب عليها بالمجان، وكذلك الحال لدى بعض المطاعم وهي ظاهرة تنبئ بخير وتؤكد أن الأمة بخير ولا تزال ولله الحمد.
وأذكر أن مسؤولاً في إحدى فروع الجمعيات الخيرية حدثني عن تبرع متميز لأحد رجال الأعمال تضمن غرفة تبريد متكاملة لحفظ بقايا الطعام في المناسبات والأفراح مع أفران وسخانات ومعدات خاصة لإعادة تجهيز الطعام، وقد أصبحت رافداً بالطعام لبيوت عديدة.
ومن السنن الحسنة والأفكار الإيجابية التي سمعت بها الفكرة التي قامت بها أم العروس في إحدى المناسبات، فقد وضعت على طاولات الأكل صحون (القصدير) مع أغطيتها، وبجوارها كرت صغير كتب فيه: (ساعدينا على توزيع باقي الطعام)، ومما ذكرته أم العروس لبعض المدعوات لِمَ لم تعطيه الجمعيات؟ فقالت: لو أعطيته الجمعية فلن يوزعونه بهذه السرعة، سيضعونه في فريزرات وغيره، وإلى أن يتوزع ستكون فائدته قاربت على الانتهاء، لكن طريقتي أن المدعوة تأخذ الصحن، وتعطي سائقها أو العمالة، وهي تتصرف بصحنها تأخذه لمن تراه والأمر يسير.
سمعت بهذا العمل وتذكرت أهلنا في السابق وكيف كانوا يتوازعون الطعام على الجيران غني أو فقير؛ المهم أن يؤكل ولا يرمى.
ما أجمل عمل الخير بوجه عام، ومنه إطعام الطعام ولاسيما في هذه الأيام التي تضررت فيها بيوتات كثيرة من الأزمة فضلاً عن العمالة وغيرهم، فهنيئاً للمبادرين بالخير.
وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية.